عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[أقسام النظر وما هو الواجب منه]

صفحة 94 - الجزء 1

  (والمراد به) أي: بالنظر (هنا إجالةُ الخاطرِ) أي: الفكر (في شيءٍ) معلوماً كان ذلك الشيء أو مجهولاً (لتحصيل اعتقاد) أيّ اعتقادٍ كان، (ويرادفه(⁣١)) أي: يساويه في المعنى بغير لفظه لفظُ (التفكر) والتأمل والتدبر والرَّوِيَّة (المطلوبُ به ذلك) أي: تحصيل اعتقاد، وإن لم يقصد به ذلك فليس مرادفاً للنظر، نحو أن يتفكر في غير شيءٍ، أو يتفكر في شيءٍ لا لتحصيل اعتقاد.

[أقسام النظر وما هو الواجب منه]:

  (وهو) أي: النظر (ينقسم إلى قسمين) هما: (صحيح وفاسد، فالأول) وهو الصحيح: (ما تُتُبِّعَ به أَثَرٌ) أي: فعلٌ، (نحو: التفكر في المصنوع) وهو المخلوق (ليعرف الصانع) له، وهو الله الخالق، كما قال الأعرابي: البعرة تدل على البعير، والأقدام تدل على المسير، أفسماءٌ ذات أبراجٍ، وأرض ذات فجاجٍ لا تدل⁣(⁣٢) على اللطيف الخبير؟!

  (والثاني) وهو النظر الفاسد: (ما كان رجماً بغيب) أي: من دون اتباع أثرٍ، (نحو التفكر في ذات الله تعالى)؛ لأنه تعالى⁣(⁣٣) لا يدركُ بالحواس ولا يقاس بالناس، فلا يصح تصوره، وإنما يُعلمُ سبحانه وتعالى بأفعاله ومخلوقاته وما أودع فيها من الحكم الباهرة والعجائب الجمة؛ ولهذا قال ÷: «تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله»⁣(⁣٤)، وقال: «تفكروا في المخلوق، ولا تفكروا في الخالق»⁣(⁣٥)،


(١) أي: يرادف النظر بهذا المعنى لا ببقية المعاني.

(٢) في (أ): «تدلان».

(٣) في (أ، ب): «جل وعلا».

(٤) رواه السيد حميدان # في مجموعه، وقال السيوطي في الدر المنثور، وأخرج ابن أبي الدنيا، والطبراني، وابن مردويه، والأصبهاني في الترغيب عن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷ ... إلخ، ورواه ابن أبي حاتم في التفسير، ورواه ابن عدي في الكامل، ورواه الطبراني في الكبير والأوسط والسخاوي في المقاصد.

(٥) رواه السيد حميدان # في مجموعه، وروى قريباً منه السيوطي في الدر المنثور وعزاه إلى أبي الشيخ.