أقسام الحملية
  باعتبار القضية اللازمة لها إذ يلزم من قولنا: العدد إما زوج وإما فرد، قولنا: إن كان هذا العددُ زوجًا، لم يكن فردًا، وإن كان فردًا، لم يكن زوجًا. ثم أشار إلى أقسام الحملية فقال:
أَقْسَامُ الْحَمْلِيَّةِ
  ١٤٦ - ثُمَّ التي بالحَمْلِ إِمَّا مُوجَبَهْ ... ثابتةُ الحَمْلِ وإمَّا سالِبَهْ
  ١٤٧ - أَجْزَاؤُهَا الموضوعُ والمحْمُولُ ... ونسبةٌ فهذهِ الأُصُولُ
  ١٤٨ - كقولنا: اللَّهُ هُوَ الغَفَّارُ ... وخاتمُ الرُّسْلِ هُوَ المُخْتَارُ
  أشار الناظم غفر الله له إلى أقسام الحملية والإيجاب فيها: [في الموجبة الحملية]، هو الحكم بوجود محمول لموضوع، والسلب في السالبة الحملية: هو الحكم بلا وجود محمول لموضوع، وأجزاء الحملية ثلاثة: موضوع كزيد، ومحمول كقائم، ونسبة بينهما، هذا في الذهن وأما في اللفظ فربما طويت اللفظة الدالة على النسبة فتسمى القضية ثنائية كقولنا: زيد كاتب، وقد أشار الناظم إلى أجزائها الثلاثة بالمثال في قوله: (اللَّهُ هوَ الغفارُ وخاتمُ الرُّسْلِ هُوَ المخْتَارُ) والموضوع هو الذي يحكم عليه بأن شيئًا آخر موجود له، أو ليس بموجود، والمحمول: هو المحكوم به أنه موجود أو ليس بموجود لشيء آخر. مثال الموضُوْع قولنا: زيد من قولنا: زيد كاتب، ومثال المحمول قولنا: كاتب من قولنا: زيدٌ كاتب.
  واعلم أن اللفظ الدال على النسبة الحُكميَّة يسمى رابطة، وَهِيَ تنقسم إلى زمانية: تدل على اقتران النسبة الحكمية بأحد الأزمنة الثلاثة، وغير زمانية: وَهِيَ بخلاف(١) ذلك وذكر أبو نصر الفارابي(٢) أن الحكمة الفلسفية لما نقلت من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية وجد القوم أن الرابطة الزمانية في لغة العرب هي الأفعال الناقصة، ولكن لم يجدوا في تلك اللغة (العربية) رابطة غير زمانية تقوم مقام (أَست)(٣) في الفارسية (وأستين) في اليونانية
(١) أي لا تدل على اقترانها بالزمان.
(٢) أبو نصر الفارابي: محمد بن محمد بن طرخان أبو نصر (ت ٣٣٩ هـ) فيلسوف تركي الأصل، أعلام الزركلي ٧/ ٢٠.
(٣) أسْت لغة فارسية، وأسْت يفتح الهمزة، ومعناه في لغة الفرس: هو، والرابطة المنطقية معبَّر عنها بأسْت حيوان، فيقولون: الإنسان أَست حيوان أي هو حيوان لكن أكثر استعمال المناطقة للرابطة التي يستعملها النحاة وهي لفظ: هو تمت من كتاب شمس المقتدي شرح هداية المبتدي لشيخ الإسلام أحمد بن محمد الكبسي. مخطوط