فتح الوصول شرح جواهر الفصول في علم الأصول،

الحسن بن إسماعيل الحسني (المتوفى: 1270 هـ)

العكس المستوي وتفصيل مسائله وصوره

صفحة 126 - الجزء 1

  وصف الموضوع فيكون نقيض العرفية العامة هي كقولنا: بالدوام كل كاتب متحرك الأصابع ما دام كاتبًا ليس بعض الكاتب بمتحرك الأصابع حين هو كاتب بالفعل والله أعلم.

العكس المستوي وتفصِيْلُ مَسَائِلهِ وَصُوَرِهِ

  ولما فرغ من بيان التناقض بحسب الجهة شرع في بيان العكس المستوي فقال:

  ١٧٦ - وإنْ أردتَ العكسَ وهو المستوِيْ ... فرسمُه المشهورُ حَسبمَا رُوِيْ

  ١٧٧ - تحويلُ جُزأيِ القضيةِ الَّتِيْ ... عرفتَها بِرَسْمِها والصِّفَة

  ١٧٨ - مَعَ البَقَا لِلصِّدْقِ والكيفِ كَمَا ... تَفْصِيْلُهُ إلىَ هُنَا مُنَظَّمَا

  ١٧٩ - فتجعلُ الأوَّلَ مِنْهُا ثَانِيَا ... والعكسُ لَا زلتَ بِعِلْمٍ سَامِيَا

  اعلم أن العكس يطلق ويراد به أحد معنيين، إما القضية الحاصلة من التبديل كالخلق بمعنى المخلوق والنسخ بمعنى المنسوخ، فيراد به القضية المعكوسة كما يقال: مثلًا: عكس الموجبة الكلية موجبة جزئية أي معكوسها، وإما أن يراد به نفس التبديل وهو المراد هنا بالعكس المستوي ويسمى المستقيم، وقد أشار الناظم إلى رسمه بقوله: تحويلُ ... إلخ: أي هو تحويل جُزْأَيِ القضية أي طرفيها المذكورين فيها بأن تجعل الجزء الأول ثانيًا والثاني أولًا كما أشار الناظم إليه بقوله: والعكس مع البقا للصدقِ والكيفِ: بحالهما أي لو كان الأصل صادقًا كان العكس صادقًا ولو كان الأصل موجبًا أو سالبًا كان العكس كذلك، لأنهما لازمان للقضية فإذا صدق الملزوم صدق اللازم. ثم أشار إلى تفصيله بقوله:

  ١٨٠ - فتعكسُ الموجَبَةَ الكليَّهْ ... قضيةً مُوجَبَةً جُزْئيَّهْ

  ١٨١ - وتعكِسُ الموجَبَةَ الجُزئِيَّهْ ... كَنَفْسِها حَتْمًا على السَّوِيَّهْ

  ١٨٢ - وتعكسُ السَّالِبَةَ الَكُلِّيهْ ... كَنَفْسِها والمنعُِ في الجُزِئيَّهْ

  أشار الناظم إلى تفصيل مسائل العكس، فعكس الموجبة الكلية موجبة جزئية نحو: كل إنسان حيوان تنعكس إلى: بعض الحيوان إنسان ولا تنعكس إلى جزئية في جميع المواد لجواز عموم المحمول أوالتالي في بعض المواد، وكذا الموجبة الجزئية تنعكس كنفسها لما ذكرنا، فنحو: بعض الحيوان إنسان عكس بعض الإنسان حيوان، والسالبة الكلية تنعكس كنفسها سالبة كلية نحو: لا شيء من الإنسان بحجر تنعكس إلى: لا شيء من الحجر بإنسان وإلا لزم سلب الشيء عن نفسه، بيانه: أنه إذا صدق: لا شيء من الإنسان بحجر صدق؛ لا شيء من الحجر بإنسان، وإلا