فصل في السنة وأقسامها
  في الخاصة والدوام في العرفية الخاصة صدق في العكس بعض متحرك الأصابع كاتب بالفعل حين هو متحرك الأصابع لا دائمًا، أما صدق الجزء الأول فقد ظهر مما سبق في العامتين من التفصيل وأما صدق الجزء الثاني أعني اللادوام ومعناه ليس بعض متحرك الأصابع كاتبًا بالفعل فلأنه لو لم يصدق لصدق نقيضه وهو قولنا: كل متحرك الأصابع كاتب دائمًا فنضمه مع الجزء الأول من الأصل ونقول: كل متحرك الأصابع كاتب دائمًا وكل كاتب متحرك الأصابع ما دام كاتبًا، ينتج: كل متحرك الأصابع متحرك الأصابع دائمًا، لم نضمه إلى الجزء الثاني من الأصل، ونقول: كل متحرك الأصابع كاتب دائمًا، ولا شيء من الكاتب بمتحرك الأصابع بالفعل ينتج لا شيء من متحرك الأصابع متحرك الأصابع بالفعل، وهذا ينافي النتيجة السابقة فيلزم من صدق نقيض اللادوام بالعكس إجتماع المتنافيتين أعني النتيجة السابقة والنتيجة الآخرة، فيكون باطلًا فيكون اللادوام حقًا، وهو المطلوب وتنعكس الوقتية المطلقة المنتشرة المطلقة والوجودية اللاضرورية والوجودية اللَّا دائمة والمطلقة العامة، إلى مطلقة عامة وتفصيل هذه الخمس القضايا بحسب الجهة، أما الوقتية فهي التي حكم فيها بضرورة النسبة في وقت معين وأما المنتشرة ففي وقت غير معين، ومثال الأولى: كل قمر بالضرورة ينخسف في وقت حيلولة الأرض بينه وبين الشمس، ومثال الثانية: كل إنسان متنفس بالضرورة وَقْتًا مَّا، وأما الوجودية اللا ضرورية فهي المطلقة العامة المقيدة باللا ضروة الذاتية ومثالها كل إنسان ضاحك بالفعل لا بالضرورة، وأما الوجودية اللَّا دائمة فهي أيضًا المطلقة العامة المقيدة باللادوام الذاتي والمثال هو الأول إلا أنك تقول فيها بالدوام أو دائمًا وأما المطلقة العامة، فقد عرفتها بمثالها وهو ما حذف فيها القيد المذكور فهذه الخمس القضايا تنعكس مطلقة عامة لأنه إذا صدق كل قمر منخسف بالضرورة وقت حيلولة الأرض بينه وبين الشمس صدق بعض المنخسف بقمرٍ بالإطلاق العام، وإلا فلا شيء من القمر من المنخسف بقمر ... إلخ. دائمًا، وهو مع الأصل ينتج لا شيء من القمر بقمر هذا خلف، وكذلك باقيها ولا عكس للممكنتين أعني الممكنة العامة والممكنة الخاصة وقد مرَّ بيانهما، وهذا هو مذهب الشيخ الرئيس ابن سينا(١) لأنه
(١) ابن سينا: هو الشيخ الرئيس أبو علي الحسين بن عبد الله الشهير بابن سينا العلامة الفيلسوف توفي سنة ٤٢٨ هـ، كشف الظنون ١/ ٩٤.