الدليل الثالث الإجماع
وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ}[المجادلة: ٢٢]. الآية، وكونهم على الحق، يقتضي متابعتهم لعدم الواسطة بين الحق والضلال، والمراد بالقربى أهل البيت $ لما رواه في شواهد التنزيل مسندًا من ثمان طرق، وما رواه المرشد بالله # في أماليه بالإسناد من طريقين إلى ابن عباس قال: لما نزلت {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣] قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: «علي وفاطمة وابناهما» وذكره صاحب الكشاف(١) في تفسير هذه الآية(٢)، وأخرجه ابن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره وابن المغازلي في مناقبه وأحاديث المودة كثيرة، وأما الأحاديث فمِنْهُا: قوله ÷: «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى» هكذا في رواية الإمام أبي عبد الله الجرجاني(٣) وروي بلفظ «مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك» أخرجه الحاكم(٤) في مستدركه عن أبي ذر الغفاري(٥)، وهذا الحديث وأمثاله صريح في نجاة المتبع لهم، وهلكة المخالف لهم، فلو لم تكن جماعتهم معصومة لما كان كذلك، وكذا قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي [أَبَدَا]، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» رواه الهادي # في الأحكام(٦)، وهذا الخبر مما تلقته الأمة بالقبول ورواه أصحاب الصحاح، وأما حديث «كتاب الله
(١) جار الله الزمخشري: عالم متكلم لغوي معتزلي المعروف بالزمخشري.
(٢) الأمالي ٢٥٥ الحديث السابع، أحمد برقم (١٢٠٩٣)، والكشاف ٣/ ٢٢٣ الآية ١٣ سورة الشورى.
(٣) أمالي أبي طالب: ١٣٦، وأمالي المرشد بالله ١/ ١٥١، والبزار رقم (٣٩٠٠).
والجرجاني: هو الإمام الموفق بالله الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن الشجري المعروف بالشجري الجرجاني الحسني أحد أئمة الزيدية في الجيل والديلم برع في شتى العلوم وأخباره كثيرة، توفي سنة ٤٢٠ هـ.
(٤) الحاكم ٢/ ٣٤٣، وقال: صحيحٌ على شرط مسلم، ٣/ ١٥٠، وقال: صحيح الإسناد، الطبراني في الصغير ٢/ ٢٤٠ برقم ٣٩٥ وفي الكبير ٣/ ٤٥ برقم (٢٣٦ - ٢٦٣٨) والطبري في تهذيب الآثار كما في كنز العمال: ١٢/ ٩٨ رقم (٣٤١٦٥)، ومسند ابن شهاب ٢/ ٢٧٢ رقم ١٣٤٣، ١٣٤٥، وابن المغازلي في المناقب ص ١٤٩ رقم ١٧٥، ١٧٧.
(٥) أبو ذر الغفاري: الصحابي الجليل، جندب بن جنادة من كنانة ¥ توفي عام (٣٢ هـ) مظلومًا في الربذة بأمر عثمان بن عفان، أعلام الزركلي ٢/ ٢٤٠.
(٦) الأحكام ١/ ٤٠، وهو في المسند الشريف ص ٢٦٦ برقم (٦٤٤) وفي مجموع رسائله ٢ ٢٠٦ كتاب تثبيت الوصية، والإمام القاسم بن إبراهيم الرسي في مجموع رسائله كتاب إمامة علي ٢/ ٢٢١ في كتابه الرد على الروافض ١/ ٥٤٤.