المناسب الملائم ومعناه وصوره
  أشار الناظم إلى أن الوصف المناسب ينقسم إلى أربعة أقسام: مؤثر وملائم وغريب ومرسل، وأشار إلى الأول بقوله:
  ٢٩٦ - فالأولُ اعتبارُ عينِ الوصفِ ... في عينِ حُكمِهِ بغيرِ خُلْف
  ٢٩٧ - وَذَاكَ بِالنصِّ أَوِ الإِجْمَاعِ ... بِغيرِ لَا شكٍّ ولَا نِزَاع
  ٢٩٨ - مثلُ ولايةٍ لمالٍ بالصِّغَرْ ... وذاك بالإجماعِ حَقًّا يُعْتَبَرْ
  ٢٩٩ - ومثلُ إحداثٍ بخارجٍ أتَى ... من السبيلينِ بنصٍّ ثَبَتَا
  يعني أن القسم الأول وهو المؤثر فهو ما ثبت اعتباره بنص أو إجماع أوتنبيه نص أو حجة إجماع، أي اعتبار عينه في عين الحكم، وقد مثل له الناظم بقوله: مثلُ ولايةٍ ... إلخ: أي كتعليل ثبوت ولايةِ المال بالصغر الثابت بالإجماع لثبوت الإجماع على أنَّ الصغير يولى عليه في ماله، فإن عين الصغر الذي هو الوصف(١) معتبر في عين ولاية المال، وكتعليل الحدث بالخارج من السبيلين الثابت بالنص وهو قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا}[النساء: ٤٣]، وقوله ÷ جوابًا لعلي لما قال له: «الوضوءُ كتبه الله علينا من الحدث فقط؟ فقال: بل من سبع» الخبر. وسمي مؤثرًا لظهور تأثيره في الحكم بالنص أو الإجماع. ثم أشار إلى القسم الثاني بقوله:
المناسب الملائم ومعناه وصوره
  ٣٠٠ - وإن تُرِدْ أن تعرفَ الملائِمَا ... لكي تكونَ بالجميع عَالِمَا
  ٣٠١ - فهو الذي قد ثبت اعتبارُهُ ... شَرْعَاً كما قَدْ وَضُحَ اشتهارُهُ
  ٣٠٢ - وذاك أنْ تُرَتِّبَ الحُكْمَ على ... وَفْقٍ مُناسِبٍ لَهُ قَدْ حَصَلَا
  ٣٠٣ - لكنَّهُ قد ثَبَتَ اعتبارُهُ(٢) ... في جِنْسِ حُكمِه كَمَا تَخْتَارُهُ
  ٣٠٤ - وذاك بالإجماعِ أو بِالنصِّ ... فاقنعْ بإيجازي بغيرِ نَقْص
  أشار إلى القسم الثاني من المناسب وهو الملائم وسمي ملائمًا لملائمته لجنس تصرف الشارع، وقد أشار إلى معناه بقوله: فهو الذي قد ثبتَ اعتبارُهُ: بترتب الحكم على وفق المناسب له، وأما لكن التي للاستدراك فإشارة إلى أنه خلاف ما قبله فأفهم لكنه قد ثبت
(١) بأن يقال صغير: فيولى على ماله كما يولى عليه. تمت مؤلف.
(٢) أي: اعتبار عين الوصف في جنس الحكم.