فتح الوصول شرح جواهر الفصول في علم الأصول،

الحسن بن إسماعيل الحسني (المتوفى: 1270 هـ)

المخصص

صفحة 255 - الجزء 1

  ومقتضى الثاني⁣(⁣١) عوده إلى كل ما تقدم، ولا أولوية للعود إلى البعض دون بعض.

  تنبيه: الخطاب بالشرعيات يشمل العبيد في حقه تعالى، وحق غيره، فيدخلون في الناس والمؤمنين، كالأحرار خلافًا للأقلين.

الْمُخَصِّصُ

  ولما فرغ الناظم من بيان العموم وألفاظه، وما لا يخرج به عن كونه عامًّا، أخذ يبين طرق التخصيص فقال:

  ٥٠٥ - وُكُلُّ مَا خُصِّصَ إِمَّا مُتَّصِلْ ... لا يَستقلُّ أبدًا أو مُنْفَصِلْ

  ٥٠٦ - وَأوَّلُ المتَّصِلِ الإستِثْنَا ... كَقَامَتِ النِّسْوَةُ إِلا لُبْنَى

  ٥٠٧ - وَهْوَ الَّذِيْ أُخرجَ مما عُدِّدَا ... بِنحو: إِلَّا فاعتبرْهُ أبَدَا

  المخصِّص بكسر الصاد. ينقسم إلى متصل: وهو ما لا يستقل بنفسه، ومنفصل: وهو ما يستقل بنفسه، فأول المتصل: الاستثناء المتصل. وهو لغة: مأخوذ من الثَّنْيِ وهو الرجوع، يقال: ثنى عنَانَ فرسه، إذا رده من جَرْيه، وقد يقال: بمعنى المصدر، وهو الإخراج وحقيقته: هو المخرج من متعدد لفظًا أو تقديرًا، بإلَّا أو إحدى أخواتها نحو: قامت النسوة إلا لُبْنَى من المتعدد لفظًا، واشتريت الجارية إلا بُضْعَهَا⁣(⁣٢) من المتعدد تقديرًا، والمنقطع بخلافه، والاستثناء المتصل يقع في كل أنواع الخطاب من الخبر، والأمر والنهي والاستفهام، وفي الأعيان والأوقات والأحوال نحو: لا تمس المصحف إلا طاهرًا، وصلِّ إلا وقت الكراهة، وإذا وقع الاستثناء بعد جملتين فصاعدًا، فعند أبي طالب والشافعية: أنه يعود إلى الجميع، وهو ظاهر مذهب القاسم والهادي @، وغيرهما من أئمتنا وعند الحنفية إلى الأخيرة فقط، الموسوي⁣(⁣٣): مشترك، وتوقف الباقلاني، والغزالي، بمعنى لا يدرى هل يرجع إلى جميعها أو إلى الأخيرة، أو هو مشترك، والمحصل للمذهب أنه إن تبين الإضراب عاد إلى غير المضرب عنه، وإلا فإلى الجميع، والقسمة العقلية تقتضي ثمان صور: الأولى:


(١) أي: ضمير جمع المؤنث.

(٢) بِضَمِّ الباءِ كنية للفرج.

(٣) الموسوي: هو أبو طالب علي بن حسين بن موسى القرشي العلوي الحسيني المعروف بالشريف المرتضى الموسوي أديب توفي سنة ٤٣٦ هـ، كشف الظنون ١/ ٧٤٨.