فتح الوصول شرح جواهر الفصول في علم الأصول،

الحسن بن إسماعيل الحسني (المتوفى: 1270 هـ)

الطرق الموصلة إلى معرفة الناسخ والمنسوخ

صفحة 299 - الجزء 1

  ٥٩٥ - فالنصُّ عَنْهُ وَكَذَا إذَا أتَى ... من أهلِ إجماعٍ على ماَ ثَبَتَا

  ٥٩٦ - مُصَرِّحًا بِالنصِّ ذَاكَ أَوْلاَ ... فاعتبرِ النَّسْخَ بِذَاكَ أَصْلَا

  ٥٩٧ - ومِثْلهُ الأَمَارَةُ القَوِيَّهْ ... وَهِيَ كما تَعْرِفُها ظَنِّيَّهْ

  أشار الناظم إلى الطرق الموصلة إلى معرفة الناسخ والمنسوخ، فاعلم أنه قد عُدَّ لمعرفة الناسخ والمنسوخ طرق صحيحة يعمل بها في المعلوم، والمظنون، وَفَاسدةٌ لا يعمل بها، فالطريق الصحيح الموصل إلى العلم الشامل للظن بالنسخ الصادر من الشارع. أما النص عن النبي ÷ بأن يقول: هذا الحكم ناسخ لهذا الحكم مثلًا، أو من أهل الإجماع وهم العترة أو جميع الأمة وقوله: مصرحًا به، أي سواءً كان ذلك النص مصرحًا به نحو: أن يقول أي هؤلاء: نُسِخَ هَذَاَ بِهَذَا، وهذا ناسخ، وهذا منسوخ فيكون قولهم مُعَرَّفًا بالناسخ والمنسوخ لا ناسخاً، أو غير مصرح به: بأن ذكر ما هو في معناه كقوله تعالى: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ}⁣[الأنفال: ٦٦] بعد قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الأنفال: ٦٥] وقوله ÷: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَاَرَةِ القُبُوْرِ فَزُوْرُوْهَا، ونهيتكم عَنِ لُحُوْمِ الأضَاحْي فَوْقَ ثَلاَثٍ، فَأمْسكُوْا مَا بَدَاَلكُمْ، وَنَهَيْتُكمْ عن النبذ في الأسقاء فَاشْرَبُوْا فِيْ الأْسْقِيَةِ كُلِّهَا وَلاَ تَشْرَبُوا مُسْكِرًا» رواه مسلم من حديث بريدة الأسلمي، وكالإجماع على ترك قتل شارب الخمر في المرة الرابعة، فإنه يدل على وجود ناسخ. وأشار بقوله: ومِثْلُهُ الأَمَارَةُ القَوِيَّهْ: أي ومثلُ النصِّ: الأمارةُ القويةُ التي تُفيدُ الظن، وذلك لتعارض الخبرين من كل وجه مع معرفة المتأخر بنقل أو قرينة قوية كَغَزَاةٍ أو حَالَةٍ كما أشار إليه بقوله:

  ٥٩٨ - وَهْوَ مَعَ تعارضِ الأخبارِ ... مِنْ كُلِّ وجْهٍ يا أُولِيْ الأَبْصَار

  ٥٩٩ - إِنْ عُرِفَ الآخِرُ في المرْوِيَّهْ ... بِالنَّقْلِ أَوْ قَرِينَةٍ قَوِيَّهْ

  ٦٠٠ - حِيْنئذٍ بالظَّنِّ فِيْها يُعْمَلُ ... وخبرُ الآحادِ فيها يُقْبَلُ

  فقوله: إِنْ عُرِفَ الآخِرُ ... إلخ: ومعرفته إما بالنقل كحديث جابر ¦: كان آخر الأمرين من رسول الله: ترك الوضوء مما مسته النار، وكحديث علي #: كان رسول الله ÷. أمرنا بالقيام في الجنازة، ثم جلس بعد ذلك، وأمرنا بالجلوس، وما رواه الإمام الأعظم زيد بن علي عن آبائه عن علي #، قال: لما كان في ولاية عمر جاء سعد بن