فتح الوصول شرح جواهر الفصول في علم الأصول،

الحسن بن إسماعيل الحسني (المتوفى: 1270 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 53 - الجزء 1

  كَفَّارٌ}⁣[إبراهيم: ٣٤]، والشِّفَاءُ: رجوع الأخلاط إلى الاعتدال، والوَرَى: الخَلْقُ، والشَّفَا: الشَّفِيْرُ: وهو الطرف الذي من جهة الحفرة مثلًا؛ وفيه اقتباس من قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا}⁣[آل عمران: ١٠٣]، قوله:

  ٦ - وأنقَذَ الخلْقَ من الضَّلَالَهْ ... وَطَهَّرَ الأرضَ عَنِ الجهالَهْ

  أَنْقَذَ: بمعنى خَلَّصَ، والخَلْقُ: بمعنى المخلُوقِ، والضَّلَالُ: ضد الهدى، والطهارة: النظافة، والأرْضَ: جِرْمٌ بسيط طبيعتها أن تكون باردًا ويابسًا متحركًا إلى المكان الدَّاني الذي هو تحت كرة الماء، والجهالة: بمعنى الجهل بالله، والمعنى: أنه ÷ أنقذ المخلوقين من الضَلاَلِ لما هداهم إلى توحيد الله وطَاعته وطَهَّرَ الأرضَ عن جهالة الجاهلين بالله - سبحانه وتعالى - فصلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، قوله:

  ٧ - وَبَيَّنَ الأَحكامَ للعبادِ ... لَمَّا هَدَاهُمْ سُبُلَ الرَّشَاد

  الأحكامُ: جمع حكمٍ، وَهِيَ الخمسة التي سيأتي بيانها إن شاء الله، والسُّبُلُ: جمع سبيل وَهِيَ الطريق، والرَّشَاد: ما يُرْشِدُهُمْ: أي يدلهم إلى فعل الخير، قوله:

  ٨ - وأوضحَ الدِّيْنَ بِلَا إِبْهَامِ ... وَمَيَّزَ الحِلَّ عنِ الحَرام

  ٩ - صَلَّى عليهِ رَبُّنا وسَلَّمَا ... وآلهِ الغُرِّ النِّجابِ الكُرَمَا

  ١٠ - وصحبهِ الأَبْرَارِ أهلِ الصِّدْقِ ... حُفَّاظِ هَدْيِهِ هُداةِ الخَلْق

  الدين: وضعٌ إلهيٌّ يدعو أهل العقول إلى قبول ما هو عند الرسول؛ والدين أيضًا: الجزاء والمراد الأول، والإِبهَامِ هنا: الإشكال، والتمييز: التعيين، والحلُّ: ما لم يرد الشرع بِحظرِه، والحرام: سيأتي إن شاء الله في الأحكام، والمعنى: أن النبي ÷ أوضح للعباد أمر دينهم ولم يكتم عنهم مما أمره الله بتبليغه إليهم شيئًا، بل ميز الحلال عن الحرام، بأوضح بيان، وأتم تبيان، والصلاة هنا؛ المراد بها معناها المجازي وهو الاعتناء بشأن المصلى عليه وإرادة الخير له، والمراد بها الرأفة التي هي شدة الرحمة، والسَّلَامُ: معناه السلامة من الآفات، والآل: أَصْلُهُ أَهْلٌ بدليل تصغيره على أُهَيْلٍ وقيل: أصله أوَل من آل إليه الأمرُ؛ وأَهْلُ الرجل: آله، واختلف في الآل مَنْ هم؟ فعند الإمام الشافعي أنهم مؤمنو بني هاشم، وبني عبد المطلب، والصحيح: أنهم عليٌّ وفاطمةٌ والحسنان ومن تناسل منهما مؤمنًا في كل عصر؛ للبرهان القاطع؛ والدليل الواضح، وسنذكر ذلك إن شاء الله في محله من الكتاب، والغُرُّ: جمع أغر وهو في الأصل: بياضٌ في جبهة