فتح الوصول شرح جواهر الفصول في علم الأصول،

الحسن بن إسماعيل الحسني (المتوفى: 1270 هـ)

المراد بعلم الأصول وموضوعه

صفحة 54 - الجزء 1

  الفرس استعير لوضوح الشيء وحسنه، والنَّجَابَةُ: كمال الأوصاف الحسنة، والكُرَمَا: جمع كَرِيْمٍ: وهو من يوصل النفع بلا غرض، والصحابي: سيأتي إن شاء الله، والأبرار: جمع بَرٍّ وهو من يعمل العمل الصالح، والصدق: مقابل الكذب، وهو مطابقة الواقع، والحافظ: الذي لا ينسى ما سمعه، والهدى: ما جاء به النبي ÷، من الشريعة قوله:

  ١١ - وبعْدَ حمدِ اللَّهِ ذِي الإِنْعَامِ ... ثُمَّ صَلَاتِهِ معَ السَّلَام

  ١٢ - فَهذهِ منظومةٌ طَرِيْفَهْ ... مُوْجَزَةٌ مُوضَحَةٌ لَطِيْفَهْ

  ١٣ - ضَمَّنْتُها عِلْمَ أصولِ الفِقْهِ ... فَمَا لَهَا فيْ حُسْنِهَا مِنْ شِبْه

  ١٤ - مُنَظِّمًا في سِلْكِها الْمَوْصُوْلِ ... مُخْتَصَرَ الكَافِلِ في الأُصُوْل

  ١٥ - واللَّهَ أرْجُوْ المنَّ بالقبولِ ... ونيلَ ما أَهْوَى من المأْمولِ⁣(⁣١)

  أي بعد زمن الفراغ من الحمد وما بعده، وهو منصوب بأَمَّا المقدرة في نظم الكلام المحذوفة لتعويض الواو عنها مع الربط الصوري فالفاء في قوله: فَهَذِهِ: لأجلها، والعامل: ما يفهم من السياق مثل أقول. واعلم أن الإشارة إما أن تكون إلى ما في الذهن من معاني المنظومة المخصوصة أو ألفاظها أو نقوش ألفاظها أو إلى المعاني والألفاظ أو إلى المعاني والنقوش أو إلى الألفاظ والنقوش أو إلى المعاني والألفاظ والنقوش فهذه سبعة تحتمل الإشارة إليها.

المراد بعلم الأصول وموضوعه

  والمراد بعلم الأصول هنا: إما الملكة، أو العلم بجميع المسائل، أو بالقدر المعتد به مِنْهُ الذي تحصل به الفائدة، أو نفس المسائل جميعًا أو نفس القدر المعتد به. فهذه خمسة، إذا ضربتها في السبعة المتقدمة كانت خمسة وثلاثين، والنظم هنا: تأليف الكلام وترصيفه على الوزن الشعري، وَهِيَ هنا من النوع الأول من بحر الرَّجَزِ الذي يأتي على مستفعلنْ ستَ مراتٍ، والطريفة: ما يتعجب منه؛ لحسنهِ، والموجزة: قليلة اللفظ كثيرة المعنى، والموضَحَة: المبينة، واللطيفة: المشتملة على دقة معانٍ، وضمنتها: أودعتها، وسيأتي الحد لعلم الأصول قريبًا إن شاء الله، ومُنَظِّمًا: حَالٌ من ضمير الفاعل في ضمنتها، والسِّلك: الخيط الذي تنظم به الخرزات، والمراد بمختصر الكافل:


(١) ونيل ما أهوى من المأمول: نسخة نهاية المخطووطة بقلم المؤلف |.