فتح الوصول شرح جواهر الفصول في علم الأصول،

الحسن بن إسماعيل الحسني (المتوفى: 1270 هـ)

أسباب التأليف

صفحة 55 - الجزء 1

  الذي ألفه القاضي العلامة/محمد بن يحيى بهران |، وهو مُؤَلَّفٌ جليل لم يؤلف مثله في هذا الفن لاختصاره، وجمعه لنكت هذا العلم، ثُمَّ إني بحمد الله تعالى زدت في منظومتي هذه ما أغفله المصنف مما لا بُدَّ مِنْهُ لتكميل الفائدة ولتكون منظومتي هذه حاوية جامعة لا يُحتاج معها إلى غيرها إذا أتقنتها غاية الإتقان، ولا يخفى على المتقنين ما لمحت إليه في الخطبة من براعة الاستهلال بذكر الأصول والفروع والعموم والخصوص والأحكام.

أسباب التأليف

  ومن هاهنا أوان الشروع في مبادئ هذا العلم وما بعده مستعينًا برب الأرباب، ومنزل الكتاب، سائلًا مِنْهُ الإعانة، والتوفيق والعصمة، وكشف كل غمة وملمة، فإني لمعترف أني لقصيرُ الباع، قليلُ الإطلاع، كثير، الوَهْمِ، باقليُّ الفهم، وإنما حداني إلى ذلك رغبة الأولاد أصلحهم الله إلى النظم لسهولة حفظه ولميلهم إليه، فالله المسؤول أن يعصمنا من الخطأ والخطل، ويهدينا وإياهم إلى العلم والعمل، إنه سميع عليم قريب مجيب، وعليه توكلت وإليه أنيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

مبادئ هذا العلم

  ١٦ - فَصْلٌ مَبَاديْهِ لِذِيْ الدِّرَايَهْ ... حَدٌّ وموضوعٌ لَهُ وَغَايَهْ

  ١٧ - وبعَدَهُ الحكْمُ مَعَ اسْتمْدَادِ ... فافهمْ سَلَكْتَ مَنْهَجَ الرَّشَاد

  الفصل لغة: الحاجز، وعُرفًا: اسمٌ لجملةٍ من مسائل الباب، بينهما⁣(⁣١) مناسبة، وهو إما خبر مبتدأ محذوف أي: هذا فصل، أو مبتدأ خبره محذوف، وحذفت صفته أيضًا: لموجب التخصيص للنكرة، فيكون تقديره: فصل، معقود، كائنٌ في باقي الباب.

  اعلم أن للعلماء اصطلاحين في المبادئ، الأول: ذكره سعد الدين وابن الحاجب⁣(⁣٢) وصاحب الفصول⁣(⁣٣) وهو أن المبادئ: تشمل ما كان داخلًا في العلم، أو خارجًا عنه، بتوقف


(١) بينها تعديل المؤلف

(٢) ابن الحاجب: هو أبو عمرو عثمان بن عمرو بن أبي بكر الكردي، مالكي نحو: ي أصولي بارع ت/سنة ٦٦٤ هـ وفيات الأعيان ١/ ٣١٤.

(٣) السيد العلامة صارم الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادي الوزير توفي عام (٩١٤ هـ).