غزوة مؤتة [جمادى الأولى/ 8 هـ]
  عبدالله بن رواحة فقاتل حتى قتل، وكان خالد بن الوليد قد أسلم في هذه السنة وكان حاضراً، فاصطلح المسلمون على أن يعطوا الراية خالداً فأخذها وجانب بالمسلمين وانحاز قليلاً قليلاً حتى انصرف بهم عن المواجهة، وكان النبي ÷ وقت المعركة على المنبر في المدينة المنورة يحكي ما يحدث في تلك المعركة فيقول: «أخذ الراية جعفر فقاتل بها حتى قتل، ثم أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل»، ثم سكت ÷ حتى تغيرت وجوه الأنصار لظنهم أن قد قصر عبدالله بن رواحة فيما وكل إليه ثم قال ÷: «ثم أخذ الراية عبدالله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيداً»(١).
  بعد ذلك دخل رسول الله ÷ بيت جعفر وقال لأسماء زوجة جعفر: «ائتني ببني جعفر»، فأتته بهم وجعل يلثمهم ويشمهم وذرفت عيناه، وأخبرها بمصاب القوم، وأمر أهله بأن يصنعوا لآل جعفر طعاماً.
(١) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في كتاب لوامع الأنوار: وعند أهل البيت أن ترتيبهم في الأمارة هكذا: جعفر ثم زيد ثم عبدالله، روى أبو العباس الحسني في المصابيح عن محمد بن زيد بن علي بن الحسين: أنه كان على الناس يوم مؤتة جعفر بن أبي طالب. وروى أيضاً من طريق أخرى عن الإمام الأعظم زيد بن علي #: أن جعفر بن أبي طالب لم يبعثه رسول الله ÷ في وجه قط إلا جعله على الناس ... إلى آخر البحث.