[ساعة العسرة]
  خَفَّ فأوجب الله تعالى النفير في هذه الغزوة على الجميع من خف ومن ثقل للحاجة فيها إلى الكثير من المقاتلين، ولم يعذر الله أحداً من المسلمين إلا أهل الأعذار في قوله تعالى فيما نزل من الآيات في شأن هذه الغزوة: {لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلٖۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٩١ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوۡكَ لِتَحۡمِلَهُمۡ قُلۡتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَيۡهِ تَوَلَّواْ وَّأَعۡيُنُهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ٩٢}[التوبة].
[ساعة العسرة]
  قال تعالى: {لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِمَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٖ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ ١١٧}[التوبة]، استعظم فريق من المهاجرين والأنصار هذه الغزوة وثقلت عليهم وحدثتهم أنفسهم بالقعود عن الغزوة وأوشكوا على التصميم على ترك الغزوة إلا أن الله تعالى تداركهم بلطفه وتوفيقه فخرجوا للغزو مع نبيهم ÷ وفازوا برضوان الله وفضله.
  وقد كان السبب في ثقلها عليهم:
  - شدّة الحر فقد صادف الخروج للغزوة الوقت الذي يظهر فيه أوائل نضوج التمر، وهو أشد أوقات السنة حرارة: {لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ}[التوبة: ٨٢].
  - بعد المسافة فتبوك تبعد عن المدينة أكثر من ألف كيلو: {بَعُدَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلشُّقَّةُۚ}[التوبة: ٤٢].
  - قلّة الزاد اللازم للسفر فزراعة أهل المدينة التمر وغناهم فيه، وحضرت الغزوة قبل موعد الجذاذ للتمر.