[فضل المهاجرين والأنصار]
  أما أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم ممن فرّ فسَلِمُوا من كل ذلك، وعلى الجملة فالخلفاء الثلاثة ومن كان على شاكلتهم من المهاجرين ليس لهم أي دور في جهاد المشركين ورفع راية الإسلام، فعلى هذا فقد ذهب بفضل الجهاد ورفع راية الإسلام وتوسيع دائرته غيرهم وهم من ذكرنا، وللأنصار بالإضافة إلى فضيلة الجهاد فضل إيواء النبي ÷ وإيواء المهاجرين وحمايتهم والقيام بنفقاتهم حتى مدحهم الله تعالى على ذلك فقال: {وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ ...}[الحشر: ٩].
  ونحن لا ننكر فضل المهاجرين وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان فلهم فضل الإيمان والإسلام والهجرة إلا أنهم قد فاتهم فضل الجهاد والنصرة فذهب به غيرهم.
[فضل المهاجرين والأنصار]
  المهاجرون في الجملة أفضل من الأنصار لأمور:
  ١ - لأن اسم المهاجرين شمل الذين هاجروا من مكة إلى المدينة ومن جملتهم النبي ÷ وعلي بن أبي طالب وحمزة وعبيدة بن الحارث ولا ريب أن جماعة منهم النبي ÷ تكون أفضل جماعة.
  ٢ - أن الله تعالى يقدم في القرآن ذكر المهاجرين على ذكر الأنصار.
  ٣ - أن مهاجري قريش أقرب نسباً إلى النبي ÷ فهم قبيلته وعشيرته.
  وللأنصار فضائل غير تلك فضلهم فيها على فضل المهاجرين سوى النبي ÷ وأهل بيته هي:
  ١ - فضيلة الجهاد مع النبي ÷ فقد كان لهم في ذلك الدور الأعظم، أما المهاجرون فلولا علي وحمزة لم يذكروا في هذا الباب.