لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[دور قريش في خلافة الثلاثة]

صفحة 215 - الجزء 1

  ÷ وانتهكوا حرمتها، وماتت كمداً مما لحقها من أبي بكر وعمر، وأوصت أن لا يصلي عليها أبو بكر وعمر.

  وقد أجمع المسلمون على أن رضاها من رضا الله، وغضبها من غضب الله.

  هذا وقد استطاعت الخلافة القرشية بقوّة نفوذها وشوكة سلطانها أن تجعل حبّ علي وحبّ أهل بيت النبي ÷ ذنباً لا يغفر، بل استطاعت أن تجعل ذلك من قواعد الدين وأُسُسِهِ، وما زالت تلك العقائد سارية المفعول حتى اليوم، وفي المقابل استطاعت أن تخلق للخلفاء الثلاثة ولمعاوية قداسة عالية، وأن تجعل لهم حصانة عظيمة، وأدخلت ذلك في صلب عقيدة المسلمين، وأدخلت في صلب العقيدة أن أيّ خدش في القداسة أو أي اختراق للحصانة يعتبر زندقة وكفراً.

[دور قريش في خلافة الثلاثة]

  الخلفاء الثلاثة دخلوا في الإسلام قديماً وهاجروا مع النبي ÷، وشهدوا مع النبي ÷ حروبه مع المشركين واليهود، إلا أنه لم يكن لهم في تلك الحروب أي دور بل المذكور عنهم هو الفرار يوم أحد وفي خيبر ويوم حنين، إلا أنهم مع سابقتهم في الإسلام تحالفوا مع قريش أخيراً حين دخلت قريش في الإسلام قهراً، واتفقوا سراً على التعاون على إبعاد علي وبني هاشم عن الخلافة، وأيضاً إبعاد الأنصار والاستيلاء على الخلافة، ويمكن الاستدلال على ذلك بما يلي:

  - إعطاء قيادة الجيوش لولدي أبي سفيان سيّد قريش وأشدّ أعداء الرسول ÷ وهما: يزيد بن أبي سفيان، ثم من بعده لمعاوية بن أبي سفيان، ولخالد بن الوليد ولأشراف قريش.

  - كثرة تشكّي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من قريش، وفي نهج البلاغة الكثير من ذلك، مثل قوله #: (اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم قطعوا