لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[مما أوحى الله إلى نبيه ÷ في ذلك المقام]

صفحة 57 - الجزء 1

  سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ ١٤ عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ ١٥ إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ ١٦ مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ١٧ لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ ١٨}⁣[النجم].

  فكما سمعتَ فقد تحدثت هذه الآيات عن رؤية النبي ÷ لجبريل # في صورته الحقيقية عند سدرة المنتهى، وسدرةُ المنتهى هي شجرةٌ عظيمة ينقطع عندها علم الملائكة، وينتهون إليها ولا يتجاوزونها، وينتهي عندها حد السماء السابعة من جهة فوق، وبقرب هذه الشجرة جنة المأوى وهي الجنة التي تأوي إليها أرواح عباد الله الصالحين بعد مفارقتها للأجساد، فتستقرّ فيها في فَرَحٍ وسرورٍ وابتهاجٍ وحبور، ونعيم هذه الجنة نعيم روحي لا غير، فليس فيها نعيم الأكل والشرب والنكاح؛ لان ذلك من نعيم الأجساد ومشتهياتها، فجنة المأوى خاصة بأرواح المؤمنين أمَّا أجسادهم فقد ماتت، ولا يبعثها الله ويحييها إلا يوم القيامة حيث يجمع الله تعالى الأرواح بأجسادها.

[مما أوحى الله إلى نبيه ÷ في ذلك المقام]

  ١ - مما أوحاه الله تعالى في ذلك المقام الرفيع إلى رسوله الكريم ÷ ما رواه الإمام زيد بن علي بسنده المعروف: «قال لي ربي ليلة أسري بي: مَنْ خَلّفتَ على أمتك يا محمد؟ قال: قُلتُ: أنت أعلم يا رب، قال: يا محمد إني انتجبتك برسالتي، واصطفيتك لنفسي، فأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصِّدِّيقُ الأكبرُ الطاهر المطهر الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك وأبا سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين المطهرين سيدي شباب أهل الجنة، وزوَّجته خير نساء العالمين، أنت شجرة، وعلي أغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حُباً، قُلتُ: يا رب ومن