[تشيع أبي ذر وما ناله في خلافة عثمان]
  ١ - إما لأن فاطمة هي ابنة ضرّتها خديجة، وكان النبي ÷ لا يزال يذكر خديجة ويثني عليها، وكراهتها لعلي تابع لكراهة فاطمة.
  ٢ - وإما لأن النبي ÷ كان يحب فاطمة وعلياً أكثر ما يكون من الحب، ويثني عليهما أكثر ما يكون من الثناء، وينوّه بفضلهما غاية التنويه، مما تسبب للغيرة والحسد في نفس عائشة.
  ٣ - وإما لنوازع تأريخية، وهي ما كان ولا زال من العداوات بين بيوتات قريش وبين بني هاشم.
[تشيع أبي ذر وما ناله في خلافة عثمان]
  - وكان أبو ذر من المخلصين في ولائهم لآل محمد ÷ فلحقه بسبب ذلك بلاء عظيم في خلافة عثمان بن عفان، فإن عثمان بن عفان لما لم يستطع إسكات أبي ذر في المدينة أرسله إلى الشام إلى معاوية لغرضين:
  ١ - لئلا يفسد عليه الناس في المدينة.
  ٢ - ليؤدبّه معاوية.
  فلم يستطع معاوية أن يسكت أبا ذر فكتب معاوية إلى عثمان يخبره بشدة خطر أبي ذر على بلاد الشام، فكتب عثمان إلى معاوية بأن يرسل أبا ذر إلى المدينة على جمل بغير وطاء، وأن يأمر من يسوق به سوقاً عنيفاً، فأرسله معاوية من الشام إلى المدينة على جمل حسب طلب عثمان، فلم يصل أبو ذر المدينة إلا وقد تسلخ لحم فخذيه، فعنّفه عثمان وسبّه، وكان أبو ذر يقول: إنه بايع رسول الله ÷ على أن يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، فلذلك لم يصده ما فعل به عثمان ومعاوية عن قول الحق.
  فازداد غيض عثمان من أبي ذر، فاستدعاه وسبّه وعنّفه، وقال: من عذيري من