لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

أبو ذر الغفاري

صفحة 163 - الجزء 1

  فأخذها عمار وجعل يرتجز بها، فظنّ عثمان بن عفان أنه إنما يعرّض به فقال: قد سمعتُ ما تقول منذ اليوم يا ابن سمية، والله إني لأراني سأعرض هذه العصا لأنفك، وفي يده عصا، قال: فغضب رسول الله ÷ ثم قال: «ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، إن عماراً جِلدةٌ ما بين عيني وأنفي، فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم يستبق فاجتنبوه»⁣(⁣١).

أبو ذر الغفاري

  - أشاد النبي ÷ بفضله فقال ÷: «ما أقلَّت الغبراء ولا أظلَّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر»⁣(⁣٢).

  - رأى النبي ÷ في مسيره في غزوة تبوك سواداً مقبلاً فقال ÷: «كن أبا ذر»، فلما وصل أبو ذر قال له النبي ÷: «إنك يا أبا ذر تموت وحدك، وتُدْفَنُ وحدك، وتُبْعَثُ وحدك، وسيشهد موتك وتجهيزك ودفنك جماعة من المؤمنين» هذا معنى الحديث⁣(⁣٣).


(١) هكذا في سيرة ابن هشام (٢/ ١٠٢/ ط/تحقيق طه عبدالرؤوف سعد) نقلاً باللفظ مع اختصار يسير فقط، وأيضاً لم يذكر في سيرة ابن هشام عثمان وإنما قال: «رجل»، ثم قال بعد ذلك: وقد سمى ابن إسحاق الرجل! وابن هشام يرويها عن ابن إسحاق ولكنه حذف ذكر عثمان. اهـ وقد صرح بأنه عثمان في: تاريخ الخميس (١/ ٣٤٥)، السيرة الحلبية (٢/ ٩٩) رواية عن ابن إسحاق.

(٢) رواه الترمذي في سننه عن عبدالله بن عمرو ثم قال: وفي الباب عن أبي الدرداء وأبي ذر، وهذا حديث حسن، ورواه ابن ماجه في سننه، وابن حبان في صحيحه، وأحمد في مسنده، والدولابي في الكنى والأسماء عن جابر بن سمرة وغيره، وأبو نعيم في الحلية عن علي # وفي معرفة الصحابة عن أبي هريرة وغيره، ورواه الحاكم في المستدرك عن أبي ذر وقال: صحيح على شرط مسلم ثم قال: وقد روي عن عبدالله بن عمرو وأبي الدرداء على شرط مسلم، ورواه أيضاً في المستدرك عن علي # وقال: صحيح على شرط مسلم.

(٣) أورده أحمد بن حنبل في مسنده (٣٥/ ٣٠٠ رقم ٢١٣٧٣) بلفظ: وإني سمعت رسول الله ÷ يقول: «ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين» وليس من =