لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

غزوة الخندق وتسمى غزوة الأحزاب

صفحة 95 - الجزء 1

غزوة الخندق وتسمى غزوة الأحزاب

  حدثت هذه الغزوة في شوال سنة خمسٍ من الهجرةٍ.

  وسببها أنَّ جماعة من يهود بني النضير الذين أجلاهم رسول الله ÷ إلى خيبر ذهبوا إلى قريش في مكة، وأَلَّبُوهم على حرب النبي ÷، ووعدوهم النصر والإعانة؛ فأجابوهم إلى ذلك، ثم ذهب اليهود إلى غطفان فدعوهم؛ فاستجابوا لهم، وخرج أبو الطُّفَيل في هوازن، فخرجت قريش ومن تبعها وعلى رأسهم أبو سفيان صخر بن حرب، وخرجت غطفان وعلى رأسها عُيينة بن حصن بن بدر، وكان الجميع عشرة آلاف رجل.

  فلما سمع النبي ÷ بخروجهم أمر بحفر الخندق بإشارة من سلمان الفارسي ¥، فحفره المسلمون واجتهدوا، وكان النبي ÷ يحفرُ معهم وينقل التراب، وقد ذكر الله تعالى العاملين المخلصين في حفر الخندق، فقال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُۥ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ جَامِعٖ لَّمۡ يَذۡهَبُواْ حَتَّىٰ يَسۡتَـٔۡذِنُوهُۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ فَإِذَا ٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِبَعۡضِ شَأۡنِهِمۡ فَأۡذَن لِّمَن شِئۡتَ مِنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمُ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٦٢}⁣[النور: ٦٢]، وذكر سبحانه المنافقين الذين كانوا يتسلَّلون هرباً من العمل في الخندق فقال سبحانه: {لَّا تَجۡعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيۡنَكُمۡ كَدُعَآءِ بَعۡضِكُم بَعۡضٗاۚ قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمۡ لِوَاذٗاۚ فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٦٣ أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قَدۡ يَعۡلَمُ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ وَيَوۡمَ يُرۡجَعُونَ إِلَيۡهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ ٦٤}⁣[النور: ٦٤].

  وقد ذَكَرَ الله تعالى هذه الغزوة وذَكَّر المؤمنين بعظيمِ نعمتهِ عليهم فيها، فقال