عموم الرسالة وطبيعتها
عموم الرسالة وطبيعتها
  أرسل الله تعالى رسوله محمداً ÷ إلى الناس كافةً عربهم وعجمهم وأسودهم وأبيضهم وقريبهم وبعيدهم؛ لقوله تعالى: {قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا}[الأعراف: ١٥٨]، وقوله تعالى: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا ...} الآية [سبأ: ٢٨]، وقوله تعالى: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ ١٠٧}[الأنبياء: ١٠٧]، ولا خلاف في ذلك بين المسلمين.
  ونبينا محمد ÷ هو خاتم الأنبياء والمرسلين فلا نبي بعده، ودينه وشريعته خاتمة الأديان والشرائع، وقد أمر الله تعالى أهل التوراة وأهل الإنجيل أن يتبعوا محمداً ÷: {ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ ...} الآية [الأعراف: ١٥٧]، ولما كان دين الإسلام هو خاتمة الأديان والذي جاء به خاتم الرسل À - جعله الله تعالى عامّاً لكل المكلفين، بناه الله تعالى على الحكمة والرحمة والرفق والتسامح، وعلى التخفيف في شرائعه وأحكامه، والتوسعة والتيسير، مع مراعاة المصالح العامة، ودفع المفاسد والمهالك في كل أحكامه، وقد جعله الله تعالى بعلمه وحكمته متناسباً مع مصالح البشر ومنافعهم على اختلاف طبائعهم وأجناسهم على مَرِّ العصور إلى يوم القيامة.
  ومن الأدلة الملموسة على ما ذكرنا ما ظهر واشتهر في العالم في هذه الأزمان المتأخرة من انتشار مرض الإيدز المرض القاتل الذي أعيا الأطباء وأعجزهم، وتُعَدُّ ضحاياه بالملايين في كل العالم، وهذا المرض ناتج عن الزنا واللواط، وأكثر انتشاره في الدول الغربية، وقد كانت الدول الغربية تدعو إلى حرية الإنسان،