[دولة القرآن الكريم]
[دولة القرآن الكريم]
  حين بعث الله تعالى محمداً ÷ نبياً أمره بالدعوة إلى توحيد الله وترك الأصنام (لا إله إلا الله محمد رسول الله ÷)، وأمره بالجدّ في ذلك والصبر على ما يلاقي في سبيل ذلك، وأمر تعالى الذين آمنوا بالصبر وتحمّل الأذى، ونهاهم ø عن القتل والقتال إلا بعد ثلاث عشرة سنة من البعثة، وذلك بعد الهجرة إلى المدينة.
  وذلك لعلمه تعالى بأن القتال لو وقع في تلك الفترة لأدى إلى ضياع الإسلام والمسلمين؛ لقلتهم وضعفهم وكثرة عدوهم.
  وبعد الهجرة حين كثر المسلمون وصار لهم كيان كبير وأتباع أَذِنَ الله سبحانه وتعالى في قتال المشركين الذين يقاتلونهم وحدهم، الذين بدأوا النبي ÷ والمسلمين بالقتل والقتال والعداوة دون غيرهم.
  وكان حول المدينة الكثير من قبائل اليهود فصالحهم النبي ÷ وعاهدهم على المسالمة والأمن وكفّ الضرر وترك العدوان، فوفى النبي ÷ لهم بما عاهدهم عليه هو والمسلمون، واستمرت اليهود على الوفاء فترة، ثم غدروا به ونقضوا العهد، فبعضهم تحالف مع قريش على حرب النبي ÷ والمسلمين واستئصالهم تماماً؛ فحاربهم النبي ÷ وانتصر عليهم.
  ثم تحالف قبائل كثيرة مع قريش لحرب النبي ÷، فاضطرّ النبي ÷ والمسلمون إلى حربهم، وهكذا دعت الضرورة إلى إعلان الحرب على كل من وقف بسيفه في وجه الدعوة إلى دين الإسلام.
  أما المشركون الذين كفّوا أيديهم عن العدوان والتزموا بمعاهدتهم مع المسلمين فقد قال تعالى للمسلمين بشأنهم: {فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ}[التوبة: ٧].