غزوة مؤتة [جمادى الأولى/ 8 هـ]
غزوة مؤتة [جمادى الأولى/ ٨ هـ]
  كانت في جمادى الأولى، سنة ثمان من الهجرة.
  بعث رسول الله ÷ ثلاثة آلاف رجل من المسلمين واستعمل عليهم جعفر بن أبي طالب، فإن أصيب فزيد بن حارثة، فإن أصيب فعبدالله بن رواحة(١)، فودَّعوا رسول الله ÷ وودَّعهم، وودعهم المسلمون فمضوا حتى إذا بلغوا مكاناً من أرض الشام بلغهم أنَّ هِرَقْل قد نزل أرض البلقاء في مائة ألف، وانضم إليه مائة ألف من لخم وجذام والقين وبهراء وبلى - قبائل عربية - عند ذلك تحيَّر المسلمون في أمرهم، وجعلوا ينظرون فيما يعملون فقال بعضهم: نكتب إلى الرسول ÷ بعدد عدوّنا، ثم يأمرنا بأمره، فشجعَ الناس عبداللهُ بن رواحة، ومما قال لهم: وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدِّين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة، فقال الناس: صدق - والله - ابن رواحة، فمضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء(٢) لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب، فالتقى الفريقان عند قرية يقال لها مؤتة، فتعبَّأ المسلمون للقتال واشتبك الجيشان وقاتل جعفر على فرسه حتى إذا اشتد القتال اقتحم عن فرسه وعقرها فقاتل راجلاً حتى قُتِل بعد أن قطعت يمينه ثم قطعت شماله، واحتضن اللواء بيمينه.
  ثم أخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل حتى مزَّقته رماح القوم، ثم أخذ اللواء
(١) انظر أيضاً: تفسير القرآن للمنتصر الكتاني (٢٩١/ ٢)، تفسير الألوسي (١١/ ٢٢).
(٢) البلقاء: تقع في الأردن غرب العاصمة عمّان.
وغزوة مؤتة وقعت في بلدة تسمى مؤتة وهي اليوم ضمن لواء المزار الجنوبي تتبع محافظة الكرك في الأردن وتبعد عن محافظة الكرك ١٢ كم، وتبعد عن العاصمة الأردنية عمان ١٤٠ كم جنوباً. (من الموسوعة باختصار).