لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الإسراء

صفحة 54 - الجزء 1

وقائع هامة حدثت قبل الهجرة

الإسراء

  حدث في مكة قبل الهجرة أنْ أكرمَ الله تعالى رسوله محمداً ÷ بالإسراء به في ليلةٍ من الليالي من مكة إلى المسجد الأقصى في القدس بأرض فلسطين، وأراه في هذه الرحلة المباركة بعض آياته، ثم ردَّه الله تعالى إلى مكة في نفس الليلة، وقد ذكر الله تعالى هذه الحادثة الكريمة في القرآن فقال سبحانه وتعالى: {سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ١}⁣[الإسراء]، والآيات التي أراها الله تعالى نبيه ÷ في هذه الرحلة الكريمة هي ما رأى من آثار عظمة الله وآثار قدرته وعلمه، وآثار رحمته وفضله وكرامته، وفي هذه الحادثة:

  ١ - أن هذه الكرامة التي حصلت للنبي ÷ تزيد في اطمئنان النبي ÷ بكرامته على الله، وعظيم منزلته لديه، وقد كان النبي ÷ في حاجة إلى مثل ذلك؛ لما كان يلقى من المشركين في مكة من الاستهزاء والاستخفاف والتحقير والذم والتكذيب والأذى المتواصل يوماً بعد يومٍ وسنةً بعد سنةٍ، فربما خطر ببال النبي ÷ أن السبب في حصول ذلك قد يكون في تناقص كرامته عند الله، فكان في هذه الحادثة ما يذهب قلق النبي ÷ وخوفه، و ... إلخ.

  وقد كان ÷ كثيراً ما يقلق ويحزن مخافة أن يكون ÷ قصَّر فيما أُمِر به بعض تقصير، أو صَدَرَ منه ما يُقلل من رضوان الله عليه، أو ينقص منزلته وكرامته لديه، أو فَعَلَ ما يكرهه الله أو ما يُلام عليه، ولمثل ذلك نزلت سورة