لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

رؤيا رسول الله ÷

صفحة 81 - الجزء 1

غزوة أحد سنة ٣ هـ

  أرادت قريش أن تثأر لقتلاها في بدر، فاجتمعت على ذلك وصمَّمت على غزوِ المسلمين في عقر ديارهم، فخرجت بحدها وحديدها وأحابيشها (من انضم إليهم من غيرهم) وبمن تابعها من بني كنانة وأهل تهامة، وخرجوا معهم بنسائهم لِئلا يفرّوا.

رؤيا رسول الله ÷

  لما سمع الرسول ÷ خبر نزول قريش بالقرب من المدينة قال ÷ لأصحابه: «إني قد رأيت بقراً تُذبح، ورأيت في ذباب سيفي ثلماً، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة»، وقال ÷: «فأمَّا البقر فهي ناس من أصحابي يقتلون، وأمَّا الثلم الذي رأيت في ذباب سيفي فهو رجل من أهل بيتي يقتل».

  ثم أشار ÷ على المسلمين بأن الرأي أن يقيموا في المدينة، فإن دخلت عليهم قريش حاربوها، وإن أقامت حيث نزلت أقامت في شر مقام، وكره ÷ الخروج من المدينة لحرب قريش، وكان رأي عبدالله بن أُبَيّ بن سلول مثل رأي النبي ÷، وقال الكثير من الذين فاتهم يوم بدر ومن غيرهم: اخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون أنا جبنَّا منهم، وما زالوا يُلحُّون على الرسول ÷ في الخروج، وكانوا هم الكثرة الغالبة حتى دخل الرسول ÷ بيته ولبس لامة الحرب، فلمَّا خرج قالوا: يا رسول الله استَكْرَهْنَاك على الخروج من المدينة فوافقتنا وأنت كاره، وما ينبغي لنا ذلك، فإن شئت فلا تخرج، فقال ÷: «ما ينبغي لنبيٍ إذا لبس لامتَه أن يضعها حتى يُقاتِل».