مأساة كربلاء
  وقد رأى يزيد بن معاوية أنه بهذه الوقعة قد أخذ بالثأر من أهل المدينة الذين نصروا النبي ÷ يوم بدر ضدَّ قريش حيث هُزِمت قريش وقُتِل منها سبعون وأُسِرَ سبعون فقال يزيد منتشياً بأخذه بالثأر من أبيات مشهورة:
  ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
  لأهلّوا واستهلوا فرحاً ... ثم قالوا يا يزيد لا شلل
مأساة كربلاء
  تهرَّب الحسين بن علي بن أبي طالب من بيعة يزيد وطاعته، فخرج من المدينة إلى مكة، ثم خرج من مكة متوجِّهاً إلى العراق، ومعه سبعة عشر رجلاً من أهل بيته وجماعة قليلة من الصالحين، وكان أهل الكوفة قد وعدوه النصر، وأعطوه المواثيق المؤكّدة، وفي أثناء توجّهه إلى العراق أرسل أمامه إلى الكوفة مسلم بن عقيل بن أبي طالب لتمهيد الأمور، وكأنّ يزيد أحسَّ بخطورة الأمر في العراق فعزل الوالي عليها لضعفه وأرسل عبيدالله بن زياد خلفاً له، فدخل الكوفة قبل وصول مسلم بن عقيل وضَبَطَ أمور الكوفة وحَزَمَها وشَدَّد على أهلها، ولا سيَّما مشائخ القبائل ووعد وأوعد فخافه الناس وحَذِرُوه.
  فلما وصل مسلم بن عقيل الكوفة وجد الأمور شديدة فاختفى، ولما علم عبيد الله بن زياد بوصول مسلم بن عقيل الكوفة واختفائه سارع في طلبه والبحث عنه، وسرعان ما وجده، فأخذ مسلم أسيراً بعد ما دافع بسيفه وقاتل، وقد قتل في مقاتلته رجلاً، وأمر عبيد الله بن زياد بقتل مسلم فضُرِبَتْ عنقه على رأس قصر الإمارة وألقي جسده ورأسه إلى الأرض، وضُرِبت أيضاً في ذلك المكان عنق هانئ بن عروة لمساعدته لمسلم بن عقيل رحمة الله عليهما ورضوانه.
  وقد كان مسلم بن عقيل أراد أن يرسل رسولاً لينذر الحسين من القدوم إلى