في التواضع
سيرة النبي ÷ في أصحابه
في التواضع
  كان النبيُّ ÷ متواضعاً حقاً، فكان بين أصحابه كأحدهم، بل إنه ÷ كان أشدَّهم تواضعاً، يجيب دعوة العبد والمولى والمرأة والفقير والضعيف، فكان يأكل من طعامهم ويشرب من شرابهم ويدعو لهم، ويداعب أطفالهم، وكانوا يسألونه ÷ أن يصلي في بيوتهم ليتَّخذوا مِنْ مكان صلاته مصلى، وربما ابتدأهم النبي ÷ فيقول: «دعوني لأصلّي لكم».
مع أهل الزلات من المؤمنين
  كان الصحابة يتعلّمون الإسلام والإيمان بالتدريج، فكثيراً ما يحصل منهم ما لا ينبغي ولا يجوز بسبب الجهل والخطأ أو الغفلة أو ضعف الإيمان، وكان ÷ في معاملته لهم كما لو لم يَصْدُرْ منهم شيءٌ مِنْ ذلك، فلم تتغيَّر معاملته لهم عما كانت عليه من قبل عصيانهم، وكان كما قال الله تعالى عنه: {فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ}[آل عمران: ١٥٩]، فكان ÷ مع لين جانبه وسهولة أخلاقه وعظيم كرمهِ يعفو عما صدر من أصحابه من الأخطاء، ويسألُ الله تعالى لهم المغفرة، ويدعوهم للمشاورة في أمور الإسلام العامة؛ ليستطيب بذلك نفوسهم.
مع المنافقين
  كان النبي ÷ يعامل المنافقين كما يعامل المؤمنين ما داموا مُسِرِّين لنفاقهم وكافِّين لشرِّهم؛ فإذا ظهر من منافقٍ كيدٌ للإسلام والمسلمين دفعه ÷ بما يَرُدُّه، ثم يعود إلى معاملتهم بالحُسنى، بل كان ÷ يبالغ في الإحسان إليهم رجاء أن تميل قلوبهم إلى الإيمان والإخلاص، وكان ÷ يُغضي ما أمكن عما