لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[سلف ونهج الشيعة والسنة]

صفحة 239 - الجزء 1

  شخصيته، لقّنوا بذلك الصغير والكبير، والأحرار والعبيد، والرجال والنساء، وألقوا هذا الترويج إلى الداخلين في الإسلام والوافدين، وإلى جيوش المسلمين، وسعوا في ذلك غاية السعي وجدّوا غاية الجدّ.

  ٤ - المحاولة الجادّة لمحو فضائل علي وأهل البيت وطمسها.

  ٥ - الترويج لشخصيّات جديدة واصطناع الفضائل لها فنحتوا الفضائل لأبي بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد وغيرهم ونسبوها إلى النبي ÷.

  ٦ - المضايقات الشديدة لمؤيّدي علي وأنصاره وأشياعه بإقصائهم وإيذائهم وحرمانهم من العطاء واحتقارهم وإهانتهم، ويظهر ذلك ظهوراً واضحاً في عصر الخليفة الثالث.

[سلف ونهج الشيعة والسنة]

  فسلكت الكثرة الكاثرة من المسلمين مسلك الخلفاء الثلاثة، وأخذت بسنّتهم وآرائهم، وأطلق على هؤلاء أخيراً أهل السنة والجماعة، وأتباع السلف الصالح، والسلفية.

  وسلك الكثير مسلك علي بن أبي طالب وأخذوا بسنّتِه وسيرته وذهبوا في مذهبه، وسمي هؤلاء (شيعة علي) أو (الشيعة).

  ثم افترقت الشيعة في عهد الإمام زيد بن علي إلى فرقتين: فرقة بايعته وناصرته وجاهدت معه فسموا (زيدية)، وفرقة رفضت الجهاد معه وتعلَّلت بأن الإمام هو جعفر بن محمد وسموا هؤلاء (إمامية)، ثم ... الخ.

  وأهل السنة يحتجّون على صحّة مذهبهم وفساد مذاهب غيرهم بأنهم هم وحدهم الذين اتبعوا السلف الصالح من الصحابة.

  ونقول: إنهم صدقوا في ذلك فإنهم اتبعوا منهج الخلفاء والكثرة الكاثرة من