لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[تميز المؤمن الصادق من المنافق]

صفحة 142 - الجزء 1

  - قلّة المركوب فكانت الإبل التي تقلّهم وأمتعتهم قليلة: {لَآ أَجِدُ مَآ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَيۡهِ}⁣[التوبة: ٩٣].

  - الخوف من المجاعة والظمأ في سفر الغزوة، مع التعب الطويل: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ لَا يُصِيبُهُمۡ ظَمَأٞ وَلَا نَصَبٞ وَلَا مَخۡمَصَةٞ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَطَـُٔونَ مَوۡطِئٗا يَغِيظُ ٱلۡكُفَّارَ ...}⁣[التوبة: ١٢١].

[تميز المؤمن الصادق من المنافق]

  ولعظم التكليف بهذه الغزوة لم يَنْقَدْ ويمتثل ويخرج إلا أهل الإيمان الصادق أما المنافقون فلم ينقادوا ولم يمتثلوا وعصوا أمر الله تعالى وأمر رسوله ÷ ورضوا بأن يقعدوا مع الخوالف وأظهروا بألسنتهم ما كانوا يخفونه من الكفر في قلوبهم، وقد حكى الله تعالى أخبارهم في سورة التوبة.

  وقد كان أكثر المنافقين أهل ثراء ومال ورزق واسع فقبضوا أيديهم عن الإنفاق في سبيل الله. وقد افتضح المنافقون في هذه الغزوة وتكشف نفاقهم وظهروا على الساحة ظهوراً لا خفاء فيه، وتميزوا بنفاقهم عن المؤمنين الصادقين.

  وقد كانت جماعات وأفراد من المنافقين استأذنوا رسول الله ÷ قبل خروجه لسفر هذه الغزوة في القعود لأعذار مزيفة فأذن لهم، وقد كان النبي ÷ لكرم أخلاقه لا يردُّ أحداً إلا في معصية الله، فأنزل الله تعالى على نبيه ÷ فيما فعل فقال جل شأنه: {عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعۡلَمَ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٤٣}⁣[التوبة]، قدم الله تعالى العفو عن نبيه ÷ قبل العتاب لئلا يصدم نبيه ÷ بالعتاب فينفطر قلبه، ثم أخبر الله تعالى نبيه أن أولئك الذين استأذنوه في القعود مع الخالفين منافقون غير