لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[من تاريخ اليعقوبي في إسلام أبي طالب]

صفحة 53 - الجزء 1

  قال في المصابيح لأبي العباس بسنده عن جعفر بن محمد قال: قال علي #: (ما عبد أبي ولا جدي عبدالمطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط)، قيل: وما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم الخليل.

  وبسنده عن جعفر بن محمد قال: قال رسول الله ÷: «يبعث عبدالمطلب يوم القيامة أمة وحده»، قال: «وكان لا يستقسم بالأزلام ولا يعبد الأصنام ويقول: أنا على دين إبراهيم #»⁣(⁣١).

[من تاريخ اليعقوبي في إسلام أبي طالب]

  قال في تاريخ اليعقوبي: ولما قيل لرسول الله ÷: إن أبا طالب قد مات عظم ذلك في قلبه، واشتدّ له جزعه، ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات، ثم قال: «يا عمّ ربيت صغيراً، وكفلت كبيراً، فجزاك الله عني خيراً» ومشى بين يدي سريره، وجعل يعرضه ويقول: «وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، وجزيت خيراً»⁣(⁣٢).


(١) وروى ابن سعد في الطبقات عن علي # قال: أخبرت رسول الله ÷ بموت أبي طالب فبكى، ثم قال: «اذهب فاغسله وكفنه وواره غفر الله له»، وفي الطبقات أيضاً بسنده إلى إسحاق بن عبدالله قال: قال العباس بن عبدالمطلب: يا رسول الله أترجو لأبي طالب الخير؟ قال رسول الله ÷: «كل الخير أرجوه من ربي» ورواهما ابن عساكر في تاريخ دمشق.

(٢) تاريخ اليعقوبي (١١٧).