[ظهور النفاق في المدينة ومكة]
  ٢ - فضيلة الإنفاق في سبيل الله وعلى الفقراء من الصحابة {وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٩}[الحشر].
  ٣ - فضيلة إيواء المهاجرين ونصرتهم وقد نوه الله بذلك في القرآن.
[ظهور النفاق في المدينة ومكة]
  ظهر النفاق أولاً في المدينة المنورة بعد الهجرة حين عمَّ الإسلام المدينة، وصار له كيان ودولة فدخل الكثير في الإسلام خوفاً على نفوسهم لا رغبة في الإسلام، ولا سيما بعد النصر المبين في غزوة بدر، وكانوا ذوي عدد كبير، بدليل ما روي أن عبدالله بن أبيّ في يوم أحد رجع بثلث الجيش المتوجّهين إلى أحد لقتال قريش.
  ثم ظهر منافقون جدد من أهل مكة وهم الذين امتنعوا عن المهاجرة إلى النبي ÷ في المدينة، وقد تحدث الله تعالى عنهم في سورة النساء.
  وأخيراً دخلت قريش في الإسلام يوم فتح مكة كرهاً فاضطرّ الكثير منهم إلى النفاق، وهكذا اضطرّ الكثير من غير قريش للنفاق فأظهروا الإسلام خوفاً من قوّة الإسلام وأسرّوا الكفر، وقد كان النبي ÷ يتألّف أعيان أولئك وذوي الرأي فيهم ليسلم شرّهم فكان يعطيهم سهماً من الزكاة ويختصهم بعطايا من الغنائم كما فعل يوم حنين حين أعطى أبا سفيان مائة من الإبل وابنه يزيد مائة وابنه معاوية مائة وهكذا أعطا غيرهم من أعيان قريش وأعيان غيرهم من القبائل.
[أنواع المنافقين]
  والمنافقون بشكل عام أنواع:
  النوع الأول: من ظهر نفاقه وكيده للإسلام والمسلمين وهم عبدالله بن أبيّ وأتباعه، وقد كانوا ذوي عدد كثير، وكانوا منتشرين في المدينة بين المسلمين مخالطين