لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[مقدمة]

صفحة 23 - الجزء 1

[مقدمة]

[السيرة النبوية في القرآن الكريم وأهميتها]

  

  الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطاهرين، وبعد:

  فقد اشتمل القرآن الكريم على ذِكْرِ سيرة نبينا محمد ÷ منذ بعثته إلى وفاتهِ ÷، وما لقيَ من العناءِ والنَّصَب والعراقيل في تبليغ رسالته من المشركين والمنافقين، كل ذلك مذكورٌ في القرآن الكريم إمَّا تفصيلاً أو إجمالاً أو إشارة، كما اشتمل القرآن أيضاً على قصصِ كثيرٍ من الأنبياءِ والرسل، وما لاقَوْهُ في سبيل دعوتهم من الأذى والتعب والنصب والعراقيل، وقد قيل إن قصص القرآن الكريم احتلت ما يقارب نسبة (٢٥%)⁣(⁣١) من القرآن الكريم مما يدل على عظم شأنها في دين الإسلام وأهميتها الكبيرة في دين المسلمين.

  وسنذكر ما يمكننا من بيان أوجه أهميتها بالنسبة للمسلم:

  ١ - يتبيّن للمسلم من الاطلاع على سيرة النبي ÷ أنه كان في الغاية من الكمال البشري، فما من صفةٍ بشريةٍ حميدةٍ إلا وهي فيه ÷ في نهاية كمالها، والفائدة في ذلك بالنسبة للمسلم أن الطبائع البشرية تميل بحبّها إلى ذوي الصفات الحميدة، وتنفر بطبعها عن ذوي الصفات القبيحة، فإذا عرف المسلم أن نبيه محمداً ÷ قد جُمِعَ في شخصه كل ما يُحْمد من صفات الرجال، وأنه قد بلغ في كل صفة منها الغاية والنهاية - مال به


(١) أي: الربع.