[اجتماع قريش على الفتك بالنبي ÷]
  وقد كان النبي ÷ في حمايةِ عمِّه أبي طالب، وكان أبو طالب سيِّد قريش لذلك كان النبي ÷ في مأمن من أذى قريش لمكانة أبي طالب ومكانة عشيرته من بني هاشم وبني المطلب فما زال النبي ÷ في ظل تلك الحماية من حين بعْثَته ÷ إلى السنة العاشرة من بعثته، فإن أبا طالب مات يومئذٍ وفيها ماتت خديجة، فخاف النبي ÷ في مكة وخرج منها إلى الطائف فدخلها بجوار المُطْعِم بن عَدِي، وحَجَّ النبيُ ÷ في هذه السنة والتقى بجماعة من أهل المدينة، وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات، وكانوا اثني عشر رجلاً من الأنصار، فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا وبايعوا، وسُمِّيَتْ هذه البيعة بيعة العقبة الأولى، فعاد هؤلاء إلى المدينة ومعهم مصعب بن عمير يعلِّمهم الإسلام ويقرئهم القرآن، فرجع في العام الثاني ومعه ثلاثةٌ وسبعون رجلاً وامرأتان فكانت بيعة العقبة الثانية، وقال ÷: «أخرجوا إليَّ منكم اثني عشر نقيباً ليكونوا على قومهم»، فأخرجوا تسعةً مِنَ الأوسِ وثلاثةً من الخزرج فلما عادوا إلى المدينة أظهروا الإسلام وأصبح المجتمع هناك مهيّئاً لهجرة المسلمين ونبيهم ÷.
[اجتماع قريش على الفتك بالنبي ÷]
  قوله تعالى: {وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ ٣٠}[الأنفال].
  اتفقت المصادر عند السنة والشيعة أنَّ قُريشاً تشاورت بمكة في آخر الأمر حين أَعْيَتْهُم الحِيَل في ردِّ الدين الجديد الذي جاء به محمد ÷ فقال بعضهم: أثبتوه بالقيد واحبسوه، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه من مكة، فأطلع الله تعالى نبيه ÷ على ذلك، وأمره الله تعالى على لسان