موقف قريش العام من نبي الإسلام ودعوته
  وتنتقد الإسلام في تقييده للحرية، ولا سبيل للإنسان اليوم إلى التخلص من ذلك المرض المهلك الفاشي والمنتشر في المجتمعات إلا بترك الزنا واللواط.
  فالله تعالى برحمته جعل في هذا الدين خير الدنيا والآخرة، وسعادة الدنيا والآخرة، يريد الله سبحانه أن يخرج الناس به من الظلمات إلى النور، ويزكّيهم ويطهرهم ويرفع شأنهم، وينزلهم منازل العزّة والكرامة والرفعة في الدنيا والآخرة، ويحلّ لهم الطيّبات، ويحرّم عليهم الخبائث.
موقفُ قريشٍ العامّ من نبي الإسلام ودعوته
  لم يجهد أحد من الكافرين مثل ما جهدت قريش في عداوة الإسلام ونبي الإسلام، فقد كانت قريش أشدّ أعداء النبي ÷ والمسلمين، ولم يبلغ أحد من المشركين في عداوة النبي ÷ مثل ما بلغوا، ولم يحرص أحد على تكذبيه مثل ما حرصوا، ولم يَسْعَ أحدٌ مثل سعيهم في إطفاء نور الإسلام، وأكثر الحروب التي واجهها النبي ÷ كانت من قريش؛ فهم أهل غزوة بدر، وأهل غزوة أُحد، وأهل غزوة الخندق، وكانت هذه الثلاث الغزوات أكبرَ وأعظمَ ما واجهه النبي ÷ والمسلمون من الحروب، أما سائر حروبه ÷ فقد كانت مع اليهود ومع ثقيف.
  أما حروبه مع اليهود فلم يَلْقَ النبي ÷ والمسلمون كبير عناء، ولم يلحقهم فيها خسائر بشرية أو مادية تُذْكر، وأمَّا حربهم مع ثقيف فقد لَحِق المسلمين أوّل المواجهة الفشلُ والخوفُ والفزعُ حتى ولَّوا هاربين، وثبت النبي ÷ في جماعةٍ من أهل بيته فلم يفرّوا، وثبتوا وجالدوا ثقيف حتى منحهم الله النصر، وأنزل عليهم السكينة، ثم تراجع الفارُّون؛ فكانت الهزيمة الساحقة لثقيف، والظفر والغنيمة للمسلمين، وقد كان هناك غزوات ظفر فيها المسلمون من غير كبير عناء مثل غزوة بني المُصْطَلَق.