[معاوية والنهج الأموي]
  شديدة العداوة والأذى لرسول الله ÷ في مكة.
  وكان معاوية هو ابن سيد قريش يعيش مع أبيه ويشاهد ما يجري في الساحة، وأم معاوية هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وهي التي بقرت يوم أحد بطن حمزة، واستخرجت كبده وأكلتها، فلم تقدر أن تبتلعها فلفظتها.
  وكان قد قتل علي بن أبي طالب حنظلة بن أبي سفيان أخا معاوية، وقتل خاله، وشارك في قتل جده عتبة وجده شيبة، فدخل أبو سفيان وابنه معاوية في الإسلام وبنو أمية وسائر قبائل قريش الذين أسلموا يوم الفتح رغماً وهم مغلوبون ومقهورون، ولم يستطيعوا في عهد النبي ÷ أن ينالوا من آمالهم السيئة أيّ منال، فلما توفى الله نبيه محمداً ÷ وتولى أبو بكر الخلافة صارت قرشية، تتحكم فيها رجالات قريش بما فيهم أبو سفيان وابنه يزيد وابنه معاوية.
  لذلك تمكنت قريش من حرمان علي وسائر بني هاشم من تولي أي منصب في الخلافة فهمّشوهم تماماً، وهكذا فعلت الخلافة القرشية بالأنصار فلم يعطوهم أي ولاية أو قيادة بل سلّطوا شعراءهم على هَجْوِهم وذَمِّهم.
  ولم تكتف الخلافة القرشية بإبعاد علي وبني هاشم من استلام أي دور من أعمال الخلافة بل عملت على تذويب شخصية علي بن أبي طالب وطمس فضائله وتصعيد شأنه حتى صار حُبُّه جريمة وصار ذكر فضله ذنباً لا يغفر.
  ولم يزل ذلك إلى اليوم فمذهب أهل السنة والجماعة على طول التاريخ إلى اليوم هو أن حب علي وأهل البيت ذنب لا تُقْبَل معه شهادة ولا رواية.
[معاوية والنهج الأموي]
  وحين استولى معاوية بن أبي سفيان على منصّة الخلافة حانت له الفرصة التامّة ليشفي غيظه التاريخي، فسَنَّ للمسلمين لعن علي بن أبي طالب، وألزم أتباعه بالبراءة