لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[وفاة النبي الكريم ÷]

صفحة 212 - الجزء 1

[وفاة النبي الكريم ÷]

  مرض النبي ÷ أياماً ثم مات ÷ بعد أن بلّغ رسالات ربه بتمامها وكمالها.

  وقد كان الصحابة من المهاجرين والأنصار يرتّبون للخلافة؛ فالأنصار يريدون الخلافة لهم، والمهاجرون من قريش يريدونها لهم وأنهم أولى بها، وكان الرسول ÷ في مرض موته يرتّب لخلافة علي وأهل بيته، فحشر ÷ كبار المهاجرين وغيرهم في جيش تحت إمرة أسامة بن زيد وأمره النبي ÷ أن يسير بذلك الجيش إلى حيث قُتِل أبوه، وأراد النبي ÷ بهذا البعث أن يبعد أعيان المهاجرين عن المدينة ويشغلهم عن طمعهم في الخلافة، فتثاقلوا ولم يسمعوا لحثّ النبي ÷؛ فإن في ذلك دليلاً على ما ذكرنا من ترتيب المهاجرين لأخذ الخلافة، ودلالة أيضاً على ما كان يريده ÷ من الترتيب لها، أما الأنصار فقد اجتمعوا يوم مات النبي ÷ وأرادوا أن يبايعوا بالخلافة لسعد بن عبادة.

  - وكان ابن عباس كما في رواية الصحيحين يبكي حتى بل الثرى ويقول: الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ÷ وبين كتابة الكتاب.

  - ما ذكرنا حقائق تاريخية صحيحة مروية في صحاح أهل السنة.

  - وكل ذلك يدل على أن الغالبية العظمى من الصحابة تراجعوا عن بعض تعاليم دينهم وتركوا وصيّة نبيهم ÷ وراء ظهورهم ولم يلتفتوا إليها ولم يبالوا بمخالفتها، وقد كان النبي ÷ أوصاهم بالثقلين كما في صحيح مسلم وهما كتاب الله وعترته ÷ أهل بيته، وفي الحديث - مسلم -: «أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي»، هكذا في صحيح مسلم.


= عبدالرزاق، مسند أحمد، صحيح ابن حبان، السيرة النبوية لابن كثير، سير أعلام النبلاء، الطبقات الكبرى، تاريخ الإسلام، وغيرها كثير.