لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

المعراج إلى السماوات

صفحة 56 - الجزء 1

  ٣ - يتبين للمؤمنين من هذه الحادثة مكانة نبيهم ÷ العظيمة عند الله، وارتفاع شَأنِهِ لديه، وكرامته عنده، وأنه ÷ قد بَلَغَ في ذلك المنزلة التي لم يبلغها نبي ولا رسول، وذلك أن المؤمنين لكثرة مخالطتهم للنبي ÷ مع ما هو فيه من الضعف والخوف والفقر والتواضع قد يقصّرون فيما يستحقه النبي ÷ من التعظيم والتكريم، وقد لا يعرفون قدره ومنزلته التي جعله الله تعالى فيها، فأبان الله تعالى لهم منزلة نبيهم ورفيع درجته ÷.

المعراج إلى السماوات

  ومما حدث في فترة ما قبل الهجرة المعراج برسول الله ÷ من الأرض إلى السموات السبع كرامةً أكرم الله بها نبيَّه وأبان بها عظيم منزلته لديه، وقد نزل القرآن الكريم للتنويه بهذه الكرامة العظيمة بآيات تُتلى إلى يوم القيامة؛ لئلا يغيب ذكرها من صدور المسلمين، ولتكون كرامة الرسول ÷ العظيمة وشرفه الرفيع عند الله حياً في صدور المؤمنين في جميع الأزمان.

  قال الله سبحانه وتعالى في ذكر هذه الحادثة: { وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ ١ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ ٢ وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ ٥ (جبريل) ذُو مِرَّةٖ (قوة) فَٱسۡتَوَىٰ ٦ (أي: جبريل) وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ ٧ ثُمَّ دَنَا (أي: جبريل من النبي ÷) فَتَدَلَّىٰ ٨ (إلى النبي ÷) فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ ٩ (أي: فكانت المسافة بينه وبين النبي ÷ مقدار طول قوسين) فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ ١٠ (أي: فأوحى الله تعالى إلى النبي ÷ على لسان جبريل في ذلك المكان) مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ ١١ أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ١٢ وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ ١٣ (أي: رأى النبي ÷ جبريل على صورته الحقيقية مرة أخرى) عِندَ