لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

وصية رسول الله ÷ لزوجاته

صفحة 185 - الجزء 1

  القرآن في سورة الأحزاب: {وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَٰهِكُمۡۖ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلۡحَقَّ وَهُوَ يَهۡدِي ٱلسَّبِيلَ ٤ ٱدۡعُوهُمۡ لِأٓبَآئِهِمۡ ...} الآية.

  وللمبالغة في إبطال تلك السنة أمر الله نبيه ÷ أن يتزوّج بزينب بنت جحش بعد أن يطلقها زيد؛ فضاق النبي ÷ ذرعاً بهذا الأمر؛ لما يتوقع من سوء قالة الناس ومقتهم له حيث تزوج بزوجة ابنه: {وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ مِّنۡهَا وَطَرٗا زَوَّجۡنَٰكَهَا لِكَيۡ لَا يَكُونَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ حَرَجٞ فِيٓ أَزۡوَٰجِ أَدۡعِيَآئِهِمۡ إِذَا قَضَوۡاْ مِنۡهُنَّ وَطَرٗاۚ}⁣[الأحزاب: ٣٧]، {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَۗ}⁣[الأحزاب: ٤٠]، المعنى: أن محمداً النبي ÷ ليس بأب لزيد بن حارثة كما تعتقدون؛ لأن زيداً ليس من قرابة النبي ÷، ولا من رجال بني هاشم، بل هو رجل من رجالكم الذين لا يربطهم بالنبي ÷ نسب ولا قرابة⁣(⁣١).

وصية رسول الله ÷ لزوجاته

  أوصاهنّ النبي ÷ بلزوم قرارة بيوتهنّ، وكرَّرَ عليهن وصية الله لهنّ في كتابه، وهي قوله تعالى: {وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ}⁣[الأحزاب: ٣٣].

  وقد كان ÷ علم بالوحي أن إحدى زوجاته ستخرج في فتنة يقتل عن


(١) وأما الحسنان وذريّتهما $ فهم أبناء النبي ÷ بنصّ القرآن الكريم قال تعالى: {فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمۡ ...} الآية [آل عمران: ٦١]، ولم يدع ÷ من الأبناء إلا الحسنين @ بإجماع الأمة، وإذا كان الحسنان @ ابنا النبي ÷ فكذلك ذرّيتهما الطاهرون، وكذلك بروايات الموالف والمخالف مثل: «كل بني أنثى ... الحديث»، و «جعل ذريتي في صلب علي ... الحديث»، «أخي وأبو ولدي» وغيرها كثير، انظر لوامع الأنوار ج ١/ص ١٢٦/ط ٥ للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #.