لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[دور المهاجرين والأنصار في نصرة الدين]

صفحة 165 - الجزء 1

[دور المهاجرين والأنصار في نصرة الدين]

  ينقسم صحابة الرسول ÷ إلى قسمين: المهاجرون والأنصار:

  ١ - المهاجرون: وهم الذين آمنوا وصدَّقُوا بمحمد ÷ في مكة قبل الهجرة ثم هاجروا إلى المدينة.

  ٢ - والأنصار: هم أهلُ المدينة الذين آمنوا بالنبيِّ ÷ وصدَّقوه وآووه ونصروه.

  كان للأنصار دور كبير في انتصارات الإسلام وقيام كيانه وقوة سلطانه، أمَّا المهاجرون فدورهم ضعيف على الجملة، ولولا دور عليٍّ الفعَّال وحمزةَ لم يكد يُذكر المهاجرون.

  والدليلُ على ما ذكرنا: أن يوم أُحُد كان أَشدَّ يوم على المسلمين وأشد هجمةٍ واجهها المسلمون من المشركين، فكان مجموع قتلى المسلمين سبعين قتيلاً والجرحى كثير، منهم النبي ÷ فقد أُصيب يومئذٍ بجراحات، فقُتِلَ من الأنصارِ ستة وستون قتيلاً، ولم يقتل من المهاجرين إلَّا أربعةٌ: حمزة، ومصعب بن عمير، ورجلٌ من بني مخزوم، وآخر حليفٌ لبني أُمية.

  فيتبيَّن لنا بذلك أنَّ الأنصار هم أهل العناية في الحروب، وأنهم هم وقودُها دون المهاجرين، اللهم إلا عدّة قليلة منهم مثل: علي وحمزة وعبيدة ومصعب، بل إن أكثر المهاجرين وعظمائهم فرُّوا يوم أُحُد، وعلى رأسِ الفارين أبو بكر وعمر وعثمان.

  والدليل على ذلك: أن الذين ثبتوا عند النبي ÷ ولم يفرُّوا قُتِلوا أو جُرِحُوا فلم يسلم أحد من القتل أو الجراحة، فالنبي ÷ أصيب بعدّة جراحات بالغة، وعلي أصيب بعدّة جراحات وكُسِرت إحدى زنديه، وقُتِل حمزة ومصعب والعشرات ممن ثبت، ولم يخرج أحد ممن ثبت في المعركة سالماً.