[الخروج بالجيوش إلى مكة]
  بالرحم واستنصحه، فقال له عليٌّ #: (والله لا أعلم لك شيئا ولكنك سيد بني كنانة، فقم فَأَجِرْ بين الناس ثم الحق بأرضك) فقال: وهل ينفعني ذلك، قال علي: (لا، ولكني لا أجد لك غير ذلك)، فمضى أبو سفيان وقال ذلك، ثم قفل راجعا إلى مكة.
[الخروج بالجيوش إلى مكة]
  ثم تجهَّز رسول الله ÷ لفتح مكة وأعدوا واستعدوا لفتحها وحشد جيوش المسلمين، ثم خرج بالجيوش إلى مكة وقال ÷: «اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها».
  فكتب حاطب بن أبي بلتعة - وهو رجل من أهل بدر - إلى قريش يخبرهم بسير رسول الله ÷ بجيوشه لفتح مكة وأعطى كتابه امرأة تسمى سارة وهي مولاة لبعض بني عبد المطلب، فأتى النبي ÷ الخبر من السماء بذلك، فأرسل النبي ÷ في أثرها علي بن أبي طالب # والزبير بن العوام فأخذا منها ذلك الكتاب بعد التهديد والوعيد، فعادا بالكتاب إلى النبي ÷، فقال ÷ لحاطب: «ما حملك على ما صنعت؟» فقال حاطب: ما غيَّرتُ يا رسول الله ولا بدَّلْتُ، غير أن لي في مكة أهل وولد فأردت أن أتخذ عندهم معروفا يجازوني به في أهلي وولدي، فأنزل الله تعالى في ذلك سورة الممتحنة إلا قليلاً في آخرها: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ ...}[الممتحنة: ١].
  ولقي رسول الله ÷ في طريقه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب، وابن عمته عبدالله بن أبي أمية بن المغيرة فأسلما، قال ابن هشام: ولقي النبي ÷ في الطريق أيضاً عمّه العباس بن عبدالمطلب مهاجراً بعياله،