غزوة بني النضير سنة 4 هـ
غزوة بني النضير سنة ٤ هـ
  في تفسير أهل البيت $ في تفسير سورة الحشر: {هُوَ ٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ}[الحشر: ٢]: يعني بني النضير أخرجهم الله تعالى من ديارهم من نواحي المدينة، وهم نفر من اليهود كانوا هنالك فأخرجهم الله تعالى صاغرين، وذلك أنهم كانوا صالحوا رسول الله ÷ أن لا يكونوا عليه ولا له، فلمَّا غَلَبَ يوم بدر قالوا: هو الذي في التوراة لا ترد له راية، فلما غُلِب يوم أُحُد ارتابوا فحالفوا قُريشاً على حربِ الرسول ÷، فلما علم النبي ÷ بنقضهم العهد الذي بينه وبينهم صبّحهم بالكتائِب، فحاصرهم إحدى وعشرين ليلة، وقد كان عبدالله بن أُبَيْ المُنافِق وعدهم بالنصرة وقال لهم: {لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ ١١}[الحشر: ١١]، فَلمَّا قَذَفَ الله الرعب في قلوبهم طلبوا النبي ÷ الصلح فأبى عليهم إلَّا الجلاء، فأجلوا إلى أرض الشام، وطائفة إلى خيبر، وطائفة إلى الحيرة، وأطلق لهم النبي ÷ أن يحمل كل ثلاثة أبيات على بعيرٍ واحدٍ ما شاءوا من متاعهم.
  و قوله تعالى: {لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ}[الحشر: ٢] أي: أن الله تعالى أخرجهم من جزيرة العرب وأجلاهم عنها عند أول حشرهم؛ لأنهم أوَّل مَنْ أُجلي مِنَ اليهود عن الجزيرة، وحشروا إلى الشام، وآخر حشرهم كان في زمن عمر بن الخطاب حين أجلاهم من خيبر إلى الشام.
  {مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ ٢}[الحشر: ٢] المعنى - والله أعلم -: