[حياة النبي ÷ قبل البعثة]
[حياة النبي ÷ قبل البعثة]
  اشتغل النبي ÷ برعي الغنم كعادة الصبيان في فترة إقامته عند مرضعته حليمة السعدية، وخرج في صباه مع عمه ابي طالب إلى الشام ورآه في هذه السفرة بحيرى الراهب وقال لأبي طالب: «احذر عليه اليهود» وأخبره أنه النبي المبعوث في آخر الزمان، وكان ÷ لا يحضر مجالس الخَنَا والفُحْش، ولا نوادي اللهو واللعب، ولا مجالس السَّمَرِ، وكان يكره عبادة الأصنام وأعمال المشركين، واشتغل في شبابه بالتجارة أجيراً لخديجة، وحضر في صغره مع أعمامه حرب الفِجَار قبل أن يبلغ مبالغ الرجال.
  وكان يُعْرَف في شبابه بالأمانة والصدق وكمال الأخلاق، حتى حكَّمَتْهُ قريشٌ عند اختلافها فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه عند بناء الكعبة فحكم في ذلك بحكم أرضى الجميع، قال: «ضعوا الحجر الأسود في ثوب ثم لتحمل كل قبيلة منكم بجانبٍ من الثوب» فرضوا بذلك، وحملوا الحجر الأسود كذلك، ثم وضع ÷ الحجر في مكانه.
  وكان ÷ في صباه في كفالة عمه أبي طالب ورعايته يقوم بنفقته وبمصالحه وبما يحتاج إليه إلى أن بلغ مبالغ الرجال واستغنى بنفسه، فأراد ÷ أن يكافئ عمه أبا طالب وكان أبو طالب فقيراً، فأخذ النبي ÷ علياً وهو صغير، فعاش علي # منذ طفولته مع النبي ÷ وتحت رعايته إلى أن بُعِثَ النبي ÷، وكان علي # يخبر عن عناية الرسول ÷ به فيقول: إن النبي ÷ كان يمضغ اللقمة ثم يلقمنيها، وإنه كان ينام بجانبه ÷ فيمسه جسده ويشم عرقه.