لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سبب الغزوة:

صفحة 140 - الجزء 1

غزوة تبوك رجب سنة ٩

سبب الغزوة:

  قال الله تعالى في سورة التوبة: {قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ ٢٩ وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ...} إلى آخر الآيات الثمان، وآخرها آية (٣٥) من سورة التوبة:

  أمر الله تعالى في هذه الآيات بقتال أهل الكتاب وذلك أن الجزيرة العربية كلها تقريباً أصبحت بلداً إسلامياً وأهلها مسلمون، فلم يبق أي خطر على دولة الإسلام من جنوب الجزيرة ولا من شرقها ولا من غربها، فهي محاطة من هذه الجهات الثلاث بالبحار.

  أما من الجهة الشمالية فالخطر حاضر يتمثَّل في دولة الروم والممالك التابعة لها، وكلهم نصارى أهل كتاب، وقد بين الله تعالى السبب والحكمة التي دعت إلى الأمر بهذه الغزوة في قوله تعالى في هذه الآيات: {يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ٣٢}⁣[التوبة]، فبيّن الله تعالى لنبيه وللمسلمين أن النصارى قد صمَّموا وأرادوا ولا زالوا مصممين وعازمين على محو دين الإسلام وإطفاء نوره، فاقتضى الحال درء ذلك الخطر الكبير، ودمغه في مكانه؛ فأنزل الله تعالى الأمر بغزو ذلك الخطر وحتم على المسلمين النفور إلى عدوهم المتربص بهم خفافاً وثقالاً، قال تعالى: {ٱنفِرُواْ خِفَافٗا وَثِقَالٗا وَجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ} ... الآية [التوبة: ٤١]، ويظهر أنه كان يخرج للغزو مع النبي ÷ قبل هذه الغزوة من