لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[ثمار غزوة تبوك]

صفحة 145 - الجزء 1

[ثمار غزوة تبوك]

  - كانت جيوش الروم في تبوك فلما سمعت بجيش العسرة بقيادة النبي ÷ رحلت من تبوك وابتعدت عنها، ولما بلغ النبي ÷ تبوك لم يرَ جيش الروم، فخيَّم بجيشه هناك.

  - وقد كان هناك ممالك صغار من العرب تابعة للروم، يظهر أن مهمتها حماية الروم من عوادي العرب، فبعث النبي ÷ بعثاً على أكيدر دومة فأتوا به أسيراً مع مغانم كثيرة، ثم إن النبي ÷ لم يؤاخذه وصالحه وكتب له بذلك كتاباً.

  ثم أتى بعد ذلك صاحب أيلة وأهل جرباء وأذرح مستسلمين ومسالمين فصالحهم النبي ÷ وكتب لكل واحد منهم كتاب صلح وسلام.

  - وقد أقام الرسول ÷ وجيشه في تبوك بضع عشرة ليلة ثم رجع ÷ إلى المدينة هو وجيشه سالمين منصورين لم يلقهم مكروه


= ذلك، محتجون بما هنالك. وأما سائر فرق الأمة، فقال الإمام الحجة، المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: فيه من الكتب المشهورة عند المخالفين أربعون إسناداً، من غير رواية الشيعة، وأهل البيت. انتهى. وقال الحاكم: هذا حديث المنزلة، الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرّجته بخمسة آلاف إسناد. انتهى. ورواه ابن أبي شيبة، ورواه في مسند أحمد بعشرة أسانيد، ومسلم من فوق سبع طرق، ورواه البخاري، في صحيحيهما، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم صاحب المستدرك، والطبراني، والخطيب، والعُقَيلي، والشيرازي، وابن النجار. وعلى الجملة، الأمر كما قال الإمام الحجة، عبدالله بن حمزة #: والخبر مما علم ضرورة، انتهى. قال السيد الإمام الحسين ابن الإمام # في شرح الغاية بعد سياق رواياته من كتب المحدثين: واتفق الجميع على صحته، حتى صار ذلك إجماعاً منهم. قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حدّ التواتر. قال ابن الإمام: وقد رواه عدد كثير من أصحاب رسول الله ÷، منهم: علي، وعمر، وسعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وابن عباس، وابن جعفر، ومعاوية، وجابر بن عبدالله، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، ومالك بن الحويرث، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس؛ وأخرجه ابن المغازلي في مناقبه عن سعد بن أبي وقاص من اثني عشر طريقاً، وعن أنس وابن عباس وابن مسعود، ومعاوية بن أبي سفيان. انتهى.