لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فتح خيبر [محرم / سنة 7 هـ]

صفحة 122 - الجزء 1

فتح خيبر [محرم / سنة ٧ هـ]

  لما رجع رسول الله ÷ من الحديبية أقام في المدينة ذا الحجة وبعض المحرّم، ثم خرج في بقية المحرّم إلى خيبر فلما أشرف على خيبر قال: «اللهم رب السموات وما أظللن ورب الأرضين وما أقللن ورب الرياح وما أذرين، فإنَّا نسألُك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذُ بِكَ من شرِّها وشرِّ أهلها وشرِّ ما فيها».

  فلمَّا رأى أهلُ خيبر رسولَ الله ÷ وجيشه، قالوا: مُحَمَّدٌ والخميس معه، فهربوا فقال ÷: «الله أكبر خربت خيبر، إنَّا إذا نزلنا بساحةِ قومٍ فساء صباح المنذَرينَ».

  فزحَفَ رسول الله ÷ بجيشه على أرضِ خيبر يأخذها مالاً مالاً، ويفتحها حصناً حصناً، فأول حصن افتتحه المسلمون حصن ناعم، ثم حصن القموص وهو حصن بني أبي الحقيق، وأصاب رسول الله ÷ من هنا سبايا، منهن صفية بنت حيي بن أخطب، وكانت عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وبنتي عمٍٍّ لها، فاصطفى ÷ صفية لنفسه.

  ولما افتتح ÷ من حصونهم ما افتتح لاذوا بالتحصُّن في حِصْنَيْهم الوطيح والسلالم وكانا آخر حصون خيبر افتتاحاً، فحاصرهم رسول الله ÷ بضع عشرة ليلة، وخرج مرحب اليهودي من الحصن في سلاحه يطلب المبارزة ويرتجز، فخرج لمبارزته علي بن أبي طالب # وهو يرتجز، فقتله علي #.