لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

نزول القرآن على رسول الله ÷

صفحة 62 - الجزء 1

  التخفيف لأمتك، فرجع النبي ÷ إلى الله فسأله التخفيف، فوضع عنه عشراً، فنزل النبي ÷ إلى موسى فقال له: ارجع فاسأله التخفيف، فرجع النبي ÷ إلى الله فوضع عنه عشراً، وهكذا ينزل النبي ÷ إلى موسى فيأمره موسى بالرجوع فيخفف الله عن أمته عشراً، حتى إذا لم يبق إلا عشر صلوات رجع النبي ÷ يسأل التخفيف، فخفف الله عن أمته خمس صلوات، ولم يبق إلا خمس صلوات، وأمره موسى بالرجوع فلم يرض النبي ÷ وقال: استحييت من ربي ... إلى آخر القصة.

  فهذه المراجعة يظهر أنها غير صحيحة؛ لأن الله عليم حكيم لا يفرض على عباده الفرائض مجازفةً فإذا سأله بعض عباده تَرَاجَعَ، ثُم يُسْأل فيتراجع، ثُم كذلك؛ فهل اكتشف موسى # ما خفي على الله تعالى؟! وهل تنبّه الله تعالى حين نبّهه النبي ÷ بإشارة من موسى؟!

  وعلى الجملة فإن التشريع لخمسين فريضة ثُم المراجعة المتكرّرة حتى لم يبق إلا خمس فرائض فيها ما يوهم أنه فرض خمسين صلاة مجازفة من غير نظر إلى ضعف المكلفين واقتدارهم على القيام بها في اليوم والليلة، وأن الله تعالى لم يتنبه لذلك، ولا رسوله محمد ÷ فإنه لم يتنبه لذلك، وموسى # هو الذي تَنَبَّهَ لذلك.

نزول القرآن على رسول الله ÷

  نزل القرآن على رسول الله ÷ شيئاً فشيئاً واستمر تنزيله منذ مبعث النبي ÷ إلى وفاته وذلك ثلاث وعشرون سنة تقريباً، فلم يستتم نزوله إلا بعد العشرين السنة.

  قال الله سبحانه وتعالى: {وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَٰهُ تَرۡتِيلٗا ٣٢}⁣[الفرقان: ٣٢]، وقال سبحانه: {وَقُرۡءَانٗا فَرَقۡنَٰهُ لِتَقۡرَأَهُۥ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكۡثٖ وَنَزَّلۡنَٰهُ تَنزِيلٗا ١٠٦}⁣[الإسراء: ١٠٦].