لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

معاملته ÷ مع أهله وقرابته

صفحة 176 - الجزء 1

  وقد خسرت قريش في عِدَائها للنبي ÷ الكثير من الأموال والأنفس، ولحقها من الضعف والوهن ما لا يقدر قدره، وقد قال تعالى في ذلك: {فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيۡهِمۡ حَسۡرَةٗ ثُمَّ يُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحۡشَرُونَ ٣٦}⁣[الأنفال]، وقد قُتِلت أشرافُ قريش وساداتها في سبيل عداوتها للإسلام.

  {۞إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ ٢٢}⁣[الأنفال]، وقال تعالى: {قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ ١٤ وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ}⁣[التوبة].

  وفي يوم فتح مكة حين دخل ÷ والمسلمون مكة بجيوشهم الكثيرة بالقوة وأيقنت قريش أنه لا طاقة لها في مواجهة ذلك الجيش واستسلمت، وأصبحت قريش وقائدها أبو سفيان في قبضة النبي ÷ قال لهم النبي ÷ بعد حوار استرحموا فيه النبي ÷ وطلبوا العفو فقال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»⁣(⁣١) فعفا النبيُّ ÷ عنهم وأطلقهم، ولم يؤاخذهم بما فعلوا به وبأصحابه، بل إنه ÷ أعطى رؤساء قريش من غنائم حنين كل واحد منهم مائة من الإبل؛ ليستميل بها قلوبهم إلى الإسلام، ويُرغبهم بها إلى الانقياد له؛ لأنهم لم يُسْلِموا يوم فتح مكة الإسلام الحق، وإنما استسلموا وأظهروا كلمة الإسلام خوفاً من السيف.

معاملته ÷ مع أهله وقرابته

  كان ÷ أبرَّ الناس بأهله وقد قال ÷: «خيركم خيرُكم لأهله وأنا خيركم لأهلي» وكان ÷ يَصِلُ الرحم ويأمر بصلتها.


(١) معرفة السنن والآثار (١٣/ ٢٩٣ رقم ١٨٢٣١)، السنن الكبرى للبيهقي (٩/ ١٩٩ رقم ١٨٢٧٦)، فتح الباري (٨/ ١٨)، سيرة ابن هشام (٢/ ٤١٢).