لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[دروس وعبر من غزوة أحد]

صفحة 88 - الجزء 1

[دروس وعبر من غزوة أحد]

  و في هذه الغزوة عبر:

  ١ - أنَّ نصر الله تعالى لأوليائه لا يأتي إلا بعد بلاء شديد ومحن عظيمة، لا يتحمّلها إلَّا أهل الإيمان الراسخ، ولا يصبر عليها إلا أهل الثقة وأهل اليقين.

  ٢ - أن ثواب الدنيا الذي هو العلوّ والسيطرة على الأعداء وعلى أموالهم وبلادهم وذراريهم، وثواب الآخرة الذي هو الجنة؛ مُترَتِّب على طاعة الله ورسوله ÷ وعلى الصبر والثبات والالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء والاستغفار.

  ٣ - أن معصية الرسول ÷ ومخالفته في الصغير أو الكبير سبب للهزيمة والفشل.

  ٤ - أن صحابة الرسول ÷ - وإن فازوا بفضل صحبة الرسول ÷ وشرفوا بها كغيرهم من المسلمين - تصدر منهم الطاعات والمعاصي، ويؤاخذهم الله تعالى بالمعصية ويعاقبهم عليها كغيرهم من العصاة، وصحبتهم وإن كانت فضيلة فلا ترد عنهم المؤاخذة والعقاب على معصيتهم.

  ٥ - عقاب الله تعالى ومؤاخذته لأهل أُحُد وفيهم البدريون مما يوقع الشك بصحة الحديث القائل: «إنك لا تدري لعلّ الله اطَّلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم».

  ٦ - أن صحابة الرسول ÷ كانوا كغيرهم فيهم المؤمن وفيهم المنافق، ومنهم قويُّ الإيمان، ومنهم ضعيف الإيمان، وفيهم المطيع، وفيهم العاصي.