لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[البعث بالبراءة سنة 9 هـ]

صفحة 205 - الجزء 1

[البعث بالبراءة سنة ٩ هـ]

  قبل حجة الوداع بسنة أي في السنة التاسعة بعث النبي ÷ أبا بكر بأول سورة براءة ليقرأها على أهل موسم الحج؛ فلما خرج أبو بكر من المدينة نزل جبريل على النبي ÷ وقال: «لا ينبغي أن يبلِّغ المشركين سورة براءة إلا أنتَ أو رجل منك»⁣(⁣١)، فدعا النبي ÷ علياً أن يلحق أبا بكر ويأخذ منه براءة ويبلّغها هو على أهل الموسم، فمضى علي # وأخذ براءة من أبي بكر وأدّى ما عهد إليه النبي ÷ من البلاغ إلى المشركين، فكان علي # ينادي في جموع الحجيج أيام منى.

  ومن جملة ما بلّغه إلى أهل الموسم: أنه لا يحجنّ بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له من المشركين عهد مع الرسول ÷ فعهده إلى مدّته، ومن لم يكن له مع النبي ÷ عهد فله أربعة أشهر يذهب ويجيء فيها، وبعدها لا أمان له إلا بالإسلام.


(١) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (٢/ ٧٠٣ رقم ١٢٠٣)، وفتح الباري (٨/ ٣١٨)، وفي المسند (٢/ ٤٢٧ رقم ١٢٩٦)، المستدرك (٣/ ٥٣ رقم ٤٣٧٤)، مجمع الزوائد (٧/ ٢٩ رقم ١١٠٣٦) بلفظ: «لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك». وانظر تخريجه كاملاً في كتاب لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #.