تقديم
تقديم
  
  الحمد لله رب العالمين القائل: {لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ}[الأحزاب: ٢١]، والقائل: {لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ}[يوسف: ١١١]، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وخاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وعترته ونسله وذريّته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، ورضي عن صحابته الأخيار من المهاجرين والأنصار، أما بعد:
  فإنّ الأمة الإسلامية بجميع أطيافها وطوائفها في أمسّ الحاجة إلى الرجوع إلى السيرة النبويّة، فالكل بحاجتها العوام وطلاب العلم، والدعاة والمرشدون, العلماء المجتهدون والأئمة، وكذلك علماء العقيدة والفرق والشريعة، وكذلك الحكام والساسة والعسكريون، والباحثون والخبراء الاستراتيجيون وغيرهم، والمدارس والجامعات والدراسات العليا في شتى التخصصات، وذلك للاستفادة منها كلٌّ في مجاله في العلم والعمل في الدين والدنيا.
  ولكن ذلك لا يكون إلا بمعرفة السيرة النبوية الواقعيّة الحقيقية الصحيحة الخالية عن دسيس الوضّاع وتخاليط المتوهمين، التي يطمئنّ إليها قلب الباحث عن الحقيقة وخصوصاً في المهمّ منها الذي يَبْتَنِي عليه غيره.
  وهذا مما تميّزت به هذه السيرة كما سيأتي.