لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[خديجة بنت خويلد]

صفحة 179 - الجزء 1

  وقد كانت تؤازر النبي ÷ في دعوته وتشدّ عزيمته، وتخفّف عنه أحزانه و ... إلخ.

  وماتت رضوان الله عليها قبل الهجرة بثلاث سنوات، وهو العام الذي مات فيه عمه أبو طالب، فتراكم عليه ÷ الحزن؛ فسمي هذا العام عام الحزن.

  وكان النبي ÷ يحبها كثيراً، وصحبها ÷ أكثر من عشرين عاماً، ولم يزل النبي ÷ يذكرها بعد موتها، ويثني عليها، وكان ÷ يحسن إلى قرابتها بعد موتها، وإلى أصدقائها.

  وروي أن عائشة كانت تغار من خديجة من كثرة ذكر النبي ÷ لها وثنائه عليها، وقالت له ÷ يوماً: ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدقين قد أبدلك الله


= ابن كثير في تفسيره (٢: ٣٤): وقال ابن جرير [الطبري]: حدثني المثنى، حدثنا آدم العسقلاني ... إلخ ثم قال: وقد أخرجه الجماعة إلا أبا داود. وقال في موضع آخر (٨: ١٩٤): وقد ثبت في الصحيحين من حديث شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى الأشعري عن النبي ÷ قال: «كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد ... إلخ ولم يذكر فاطمة &. وقال الشوكاني في فتح القدير (١: ٣٩٠): وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي موسى الأشعري ... إلخ وذكر الحديث وفيه خديجة بنت خويلد ولم يذكر فاطمة &. انتهى. وقال الألوسي في تفسيره (١٤: ٣٥٩): وفي الصحيح: «كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد». انتهى. وقال سيد طنطاوي في الوسيط (١٤: ٤٨٣): وروى الشيخان عن أبى موسى الأشعري أنه قال: كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع: مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ÷ وآسية بنت مزاحم، امرأة فرعون. وقال ابن تيمية في الفتاوى (٦: ٤٤٧) وفي منهاج السنة (٥: ٢٨): قال النبي ÷ كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع. ولكن في النسخ المطبوعة الموجودة لدينا للبخاري ومسلم وغيرهما لم يذكر إلا آسية ومريم مع أن مسلمًا قد ذكر الحديث في فضائل خديجة &، ولكن نقل ابن كثير والشوكاني وغيرهما للحديث كاملًا من الصحيحين وغيرهما دلالة على قولنا إنه في الصحاح، ولكن لعبت بعض الأيادي بالحديث فحذفت آخره عند الطباعة.